mercredi 5 décembre 2007

ديناميكية الحركة الوطنية وتناقضاتها2 . مصير التراث التاريخي لجبهة التحرير الوطني


لقد نجحت فكرة الاستقلال في أقل من أربعين سنة في تكسير الطوق الاستعماري فتجسدت ببراعة في الاعتراف الدولي بالجزائر. واكتنزت خلال هذا المشوار إرثا سنسعى لتتبع مصيره عبر إشكالية التجمع والحوار التي تكلم عنها عبد الحميد مهري بصدد جبهة التحرير الوطني التي كانت بوتقة لها والأزمة الطويلة التي تتخبط البلاد فيها منذ خمسة عشر سنة.

الكفاح المسلح والسياسي

لقد كان العامل "السياسي" في مشروع نوفمبر هو القائد، إذ أن الكفاح المسلح كان الرد ذا الطابع السياسي المرموق لحالة الانسداد آنذاك، ولاسيما أن الشعب سانده بكل قواه، مساندة أبرزت أن العملية ليست مغامرة كما كان يخشاه مصالي والمسئولون الآخرون للـ"ببيا-أمتيالدي" (Mtld-Ppa)، مما أرغم هؤلاء على الالتحاق بالحركة... ولما وضع مُفجرو نوفمبر الاستقلال السياسي كقاعدة دنيا لربط علاقات جديدة مع فرنسا، فإن مبغاهم لم يكن رفض أي تسوية توافقية مع المستعمر، بل كانوا يسعون إلى تحقيق "فصم سوسيولوجي وكذا قطيعة تنظيمية في تاريخ الحركة الوطنية"، حسب تعبير ملائم للأستاذ إلسنهانس، وإلى متابعة النضال طبعا في المُركب السياسي الجديد من أجل استقلال يفتح الطريق أمام بروز رأسمال وطني.
وإن التحاق عبان بالحركة أعطاها دفعة قوية من خلال المجهود الجبار الذي بذله: لربط الصلة بين النواحي المختلفة التي كانت إلى ذاك الحين تنشط كل من جهتها على حدة، وبينها وبين الخارج، ولإعلام الرأي العام الوطني والدولي بمشروعية القضية وحقيقة الكفاح المسلح وحيويته، ولتنشيط الكفاح وتزويده بمساندة كل القوى الاجتماعية التي كان من الممكن لفُّها حوله. ولقد مهد هذا النشاط الحيوي لانعقاد مؤتمر السومام رافعا معنويات جيش التحرير الوطني الفتيّ، حتى صعُبت مهمة المستعمر وأُجبر على إظهار الحقيقة الخبيثة لطابعه اللاإنساني.
وسرعان ما أرغمت الملاحقة والقمع أغلب المسئولين على اللجوء إلى الخارج. مما قلل من أهمية فرضية الأولويتين: أولوية "الداخل" بالنسبة لـ"لخارج" و"السياسي" بالنسبة لـ"لعسكري". وأحس من بقي من مفجري الثورة على قيد الحياة بأن هذا التمييز مُفتعَل وكأنه ينطوي على إرادة حط من قيمة مبادرتهم واعتبارها نشاط يفتقر إلى محتوى سياسي، وتبرير وضعهم كـ"عسكريين" تحت وصاية مسئولين آخرين "سياسيين" مؤهلين لقيادة حركة نوفمبر. فكانوا عازمين على الدفاع عن موقعهم المستحق في القيادة وعلى صون توجه مبادرتهم الأصلي من مغبة "إفساده" هو بدوره تحت غطاء قرارات السومام.

التحدي الخطير الذي طرحته السياسة "الدوغولية"
وتجدر الملاحظة أنه كما يبدو في " المراسلة بين الجزائر والقاهرة"[1]، لم ترتبط المجابهة بمن كانت قامت بينهم في أول الأمر بل تواصل الخلاف والصراع حتى بعد وفاة أو اعتقال زعماء القضية الرئيسيين الأوائل، مما يدل على أن المشكل يتنافس فيه التياران الأساسيان في الحركة الوطنية. ولقد تجلى ذلك في التنافس الذي كان قائما بين من كان يرمز إليهم بـ(les "3 B") "الباءات الثلاث"- الثلاثة كلونيلات في جيش التحرير، بلقاسم كريم و بن طوبال وبوصوف- وبين "السياسيين"، المركزيين السابقين. وكانت خَلْفِيةُ ذاك التنافس التحدي الذي طرحته على قادتنا سياسة دوغولية اتسمت بأكثر واقعية وأكثر هجومية من سابقتها، سياسة الجمهورية الرابعة، وزادت خطورة بقدر ما كان سر منطقها خفيا حتى على أوساط فرنسية نافذة.
إن دوغول سلم بالشرط الذي وضعه نوفمبر لإقامة علاقات جديدة بين البلدين. فسعى لبرد أظافر حركة التحرير بخنق الكفاح المسلح الذي يشكل جوهرها وقوتها الفاتحة. وكان يتوق إلى أن تنبثق خارج جبهة التحرير أو في وسطها "قوة ثالثة" يمكن لها التكفل بحل توافقي نيوكولونيالي- استعماري ذي وجه جديد-. فسلط حربا ضروسا على جيش التحرير وبقي منتبها إلى تطورات ميزان القوة في قيادة الثورة بين التيارات "المعتدلة" للحركة الوطنية والنواة الثورية لقادة الكفاح المسلح الأولين: ويكون قد رأى في ترأس فرحات عباس للحكومةَ المؤقتة عدمَ تفوُّقِ أحد تيارَيْ الامتيالدي السابق المتنافسيْن بينهما على الآخر وإبطالاً متبادلاً لنفوذ بعضهما البعض، ثم في إنشاء اللجنة الوزارية المختلطة المسماة بلجنة "الباءات الثلاث" تفوقا للتيار "الصلب" الذي أفشل بالأمس لعبة العروض الاستعمارية الكاذبة والذي قد يعقد المفاوضات حول الحل التوافقي النيوكولونيالي؛ وأما صعود بن خدة لرئاسة الحكومة المؤقتة فيكون قد مثل بالنسبة لدوغول حسما لصالح التيار الذي كان ينتمي إليه الرئيس الجديد والذي كان برز فيه ميول نحو "الاعتدال".
وبما أن دوغول كان يفضل التعامل مع هذا التيار فكان مثله مثل القط وهو يداعب الفأر، يداعب الحكومة المؤقتة بتقديمه تنازلات مغشوشة: فتراه يقدم اقتراحه بـ"سِلْم الشجعان" الذي يبدو عن طريقه وكأنه يعترف بـ"من هم يكافحون في الميدان" إلا أنه بهذا في الحقيقة يتدخل بحذاقة في الجدل الداخلي للجبهة وكأنه يقول بأن هؤلاء "الشجعان" لا يمكن أن يمثلهم القادة "العسكريون" الذين هم في مأمن في الخارج، وبهذا يطعن في الموقع السياسي "للعسكريين" في الحكومة المؤقتة. كما تراه يضغط بتهديدات تقسيم الجزائر بين جزائر مُسلمة مبتورة من الصحراء والنواحي ذات الكثافة السكانية الأوربية العالية ومحكوم عليها أن تبقى متأخرة، وجزائر فرنسية عصرية وقابلة للتقدم. وهذا أيضا من ضروب الضغط على ما يسميه الطرف الفرنسي "التيار القومي العربي الاشتراكي" لجبهة التحرير الذي لا يمكن أبدا التفاهم معه.
وتُضاف إلى ضغوطات ومناورات العدو الفرنسي هذه تلك التي يضغط بها المحيط الإقليمي والدولي دافعا إلى حل موال للغرب لا يبتعد عن الحلول التي وافق عليها جيراننا المغاربة والتونسيون.
فمِن الطبيعي إذن أن يخيم مناخ شك في وسط القيادة وأن تقوم فيها خلافات داخلية مشروعة حول مسألة السلطة، أي حول الأداة التي تُمكِّن من صياغة ثم تسيير الحل السياسي التوافقي الذي قد تقوم على أساسه العلاقات الجديدة مع فرنسا. ولا سيّما أن الكفاح المسلح الذي أصبح من المستحيل تزويده بالسلاح والكوادر من الخارج، أُخمِد إلى حد أنقص من تمثيلية القيادة، مما جعل الرئيس فرحات عباس يبدي قلقه مما آلت إليه الأمور في أوت 1960.
ولقد أثرت تلك الوضعية تأثيرا كبيرا على الحكومة المؤقتة ولا سيّما على وزرائها المكلفين خصيصا بالكفاح المسلح، "الباءات الثلاث" (les "3 B") وقيادة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني، وبلغ المأزق إلى أن أصبح يُفكّر في التخلص بتحوير جذري لسياسة التحالف التقليدية للحركة الوطنية المتسمة بمعاداة الشيوعية وبالحياد. ولقد بقي لها من ذاك الهروب إلى الأمام ما سُمِّي بـ"التوجه الاشتراكي" الذي وإن مكنها من التميز به عن مواقف التبعية النيوكلونيالية (الاستعمارية الجديدة)، إلا أنه كان عنصرا دخيلا على برنامجها الأساسي.
وها بالشعب يتحرك برد فعل سياسي من النوع الذي يواجه به الأوضاع الحاسمة خارجا في مظاهرات عارمة مؤكدا مساندته للكفاح التحرري التي لم يحد عنها منذ أول نوفمبر 54، فأفشل حسابات دوغول الذي كان يظن بعدُ أنه أحكم قبضته على عدو لم يبق له إلا أن يُليِّن مواقفه، وأرجع بذلك للحكومة المؤقتة تمثيلية لم يكن لها أن تتحصل عليه عبر ألف تحالف من الصنف الذي كان يُنوى عقده على حساب استقلال القرار.
ويبقى أنه بالنسبة للهدف الذي سطره الكفاح المسلح والذي نجحت الوطنية الوفية لمبادئها في جمع مختلف قوى الحركة الوطنية لتحقيقه رغم خلافاتها، من حقنا أن نُعلن مع المرحوم سعد دحلب: "لقد أُنجزت المهمة". هذا ما صنع مجد جبهة التحرير الوطني و"تجرُبتَها النضالية الثمينة"... كل هذا تبلور في الإرث الثوري الذي يُتأسَّف لما أصابه من ضياع خلال الأزمة الراهنة ومن إخضاع "للأهواء والحسابات السياسية الضيقة". وطبعا يحتوي هذا الإرث على الأزمة التي تفجرت فور الإعلان على توقف القتال والتي لم يحقنها الهدف المشترك إلى ذاك الحين إلا بصعوبة.

"أفلان" الاستقلال

ولقد توترت الأوضاع حول تثمين اتفاقيات إيفيان حيث كانت الحكومة المؤقتة تجزم عن حق أن الاتفاقيات كرست المطالب الأساسية لنوفمبر وتمثل أقصى ما كان يُمكن التحصيل عليه، في حين أبدت فيه قيادة الأركان العامة لجيش التحرير تحفظات مشروعة بالنسبة لمحتواها النيوكلونيالي. ولقد قام آنذاك خصام حساس بين "العسكريين"، بين "الباءات الثلاث"- وكان يدعمهم زملاءهم "المركزيون" في الحكومة المؤقتة- وبين قيادة الأركان العامة، وكأنها نسخة ثانية للمجابهة التي وقعت بين رجالات نوفمبر- وكان يدعمهم "المركزيون"- وبين مصالي. إلا أنه في القضية هذه لم يكن ممكنا التخلص بالقوة من الوزن السياسي لقيادة الأركان العامة ولا سيما أن زكاها بن بلة، إذ أن الأمور تعقدت بتدخل القادة الخمس المعتقلين الذين شحنوها بنزاعاتهم الخاصة بهم والتي كان سعَّرها سجنُهم الطويل. وبما أنه لم يتم توافق حول برنامج طرابلس رغم إقراره بالإجماع ليصبح ائتلافا مواصلا للتحالف الذي انصهر في جبهة التحرير الوطني، انطلق تسابقٌ على السلطة بين تيارات مختلفة تُمثل كلها "أفلانات" مختلفة.
وتحققت تحت الضغط الشعبي ("سبع سنين بركات") وإلى حد ما، تسوية حول بن بلة بمساندة قيادة الأركان العامة وجيش التحرير الوطني المرابط بالخارج. إلا أن الخلافات برزت من جديد حول "الأفلان" الذي عزم بن بلة على إقامته مستندا في ذلك على برنامج طرابلس ثم على ميثاق الجزائر: "أفلان" أُقصي منه الواحد تلو الآخر رفقاءه السابقون، فأنشأ كل حزبَه "الاشتراكي" – (الأففاس- Ffs - والبياراس- Prs) أو الديمقراطي (الأمديارا - Mdra) – وأعلنوا معارضة مطلقة للسلطة...، "أفلان" توطن فيه بالعكس التيار التروتسكي- الشيوعي مستفيدا من تلك الانقسامات ومن التبني الرسمي للاشتراكية ومن المواقع التي كان قد اغتنمها في النقابات وفي الصحافة...، "أفلان" تطور فيه حس مناهض لروح العسكرية نتج عنه عداء خفي للجيش ولإدارة الدولة الفتية. وأما التيار "المركزي" فبدا وكأنه أخفق إلا أنه بقي متربصا.
وأمام تشرذم القيادة الوطنية وتفتيت جبهة التحرير الوطني ارتأى بومدين أن يضطلع بنفس المسئولية التي اضطلع بها رجال نوفمبر تجاه مستقبل الثورة، فاستولى على السلطة على حساب كل هذه الزعامات موليا الأولوية للجيش والمؤسسات الأخرى للدولة ومستندا في مسعاه هذا على الدفعات الثمينة التي كونها "المالق" (Malg- وزارة التسليح والاتصالات العامة) دون أن يستغني على ما تكوَّن منها في إطار برنامج قسنطينة. وأما "الأفلان"، فنقحه من عنصر اليسار وحوله إلى مجرد جهاز أولاه مهمة "استرجاع" النقابات (للعمال والطلبة) وتخليصها من النفوذ التروتسكي الشيوعي. وقام في نفس الوقت بهيكلة المجتمع وتطوير البلاد في طريق معادية للنيوكلونيالية- الاستعمار الجديد-. كما سعى للم شمل الوطنية واسترجاع لُحمتها بالاستناد على أوسع من قاعدة جهاز الحزب، على "كوادر الأمة" التي استثمر مجهودا جبارا لتحضيرها (في مدارس عسكرية والمدرسة الوطنية للإدارة وجامعات...) واشتهر عمله بتأميم المحروقات واستعمال الريع البترولي لإنشاء رأسمال وطني منتج على قاعدة قطاع اقتصادي معتبر تابع للدولة وانتهاج سياسة معادية للإمبريالية ومساندة لحركات التحرر.
وفي المجال الإيديولوجي "صحح" بومدين ميثاق الجزائر باعتماد الميثاق الوطني لـ1976على أساس ما تحقق من إنجازات منذ 1962. إلا أن معارضيه انتقدوا سياسته "الاشتراكية" انطلاقا من معايير "اشتراكياتهم" وعند وفاته وأمام التكريم الذي كرمه به الشعب اعترف بوضياف بأنه أخطأ عندما عارضه، وكان الوحيد من بين معارضيه الذي وقف هذا الموقف.

إلا أي مدى تذهب المجابهة بين التيارين ؟

وكان العالم وقتها في تطور سريع حيث أن الغرب تخلص من تداعيات انهزام النظام الاستعماري أمام النضال التحرري وانطلق من جديد بمبادرات هجومية لصد مطالب الحركات الوطنية وتثبيت سيطرته. وعوض أن يفكر خلَفُ بومدين في تكييف البلاد مع هذا التطور حتى تتمكن الأمة من مقاومتها له، سارعوا بالعكس إلى الاتفاق بينهم على إقصاء التيار الأكثر وفاء لخطة الرئيس المرحوم من السلطة التي كان قد شاركهم فيها. فاستحوذوا علي أشلاء جبهة التحرير وأقاموا "أفلانا" شديد التحيز إلى حد لم يصله بعدُ وأشركوا في قيادته الضباط السامين للجيش الوطني الشعبي ظنا منهم أن هذا الإجراء سيزيده نفوذا[2]، وجعلوا من هذا الأفلان محور جهاز السلطة، وانتهجوا تحت شعار "من أجل حياة أفضل" سياسة معاكسة لسياسة بومدين التي اعتبروها مفرطة التقشف.
وعوض أن يُدخَل ما كان يجب من إصلاحات على ما كان أقامه بومدين مواصلةً لمجهود التطور، أوقِف الاستثمار، وأصبح تسيير الريع يتسم باللا مسئولية واللا مبالاة إلى حد أن أََُفرِغت الخزانة وأثقل دينٌ لا يطاق كاهلَ البلاد. وانتشرت الرشوة والجِهوية من جراء التصرف السياسي "للأفلان" حيث جُزِّئت معالم الوطنية إن لم تُطمس، مما أدى بالطبع إلى إضعاف مجتمعنا وإخضاعه أعزل إلى نيوكلونيالية لُقِّبت بـ"الصديق". وإن ما زاد انغلاقَ "الأفلان"على العنصر الأمازيغي للشخصية الوطنية خطورةً اللجوءُ فيما يخص الرعاية الدينية إلى استيراد "مرشدين" غير الأئمة الوطنيين الذين كان يذود بومدين عنهم. وإن أدلجة القيم الوطنية هذه أخلت بالتماسك الوطني والاجتماعي إخلالا خطيرا وزادت الطينَ بَلّةً في تعقيد الأزمة التي عصفت بالمجتمع وتعدّدِ أبعادها.
وجاء أكتوبر 1988 بانتفاضته على "نظام الأفلان" القائم منذ رحيل بومدين. فسرعان ما اضطرت سلطة "الأفلان" لإرجاع رمز من رموز "البومدينية"، قاصدي مرباح، إلى سدة الحكم، كما أحست بضرورة مراجعة تركيبها تحت رعاية "الصديق" المهتم بالأمر من وراء البحر وربما حسب إرشادات منه قصد توقيف رجوع التيار "البومديني" للحكم وحتى اقتسام السلطة معه.
ومُسٍح الموسى في المرحوم مساعدية، وأعيد انتخاب الرئيس، وطُرِد مرباح بتهمة عدم التحمس للقيام بالإصلاحات، لتُسنَد هذه المهمة لخَلَفِه المُتحمس لفكرة "إما تمر وإما تتكسر" (ça passe ou ça casse)، حتى يُتَغلَّب على نقاط المقاومة ويُكَرَّس ما تحقق من مكاسب خلال أكثر من عشرية من مسار على المنهاج الريْعي التي لم يُمكِن تكريسها بعدُ في مجال المؤسسات الاقتصادية والمالية... وعُزِّز في قيادة الجيش موقعُ الرجل الذي أضعف المؤسسة قبالة الخطر المرتقب أن تُهدِّد به حركةٌ إسلاميةٌ مُسيَّسَةٌ شجعتها تعدديةٌ مطلقة العنان متحمسةٌ لتدمير الحركة الوطنية بقدرٍ لم تكن لتحلم به "ديمقراطية لا بول"[3]... ولم يزد هذا الترقيع إلا تعقيدا للأزمة.
ولم تزل ضرورةُ التصحيح قائمة: فطُرحت ضرورةُ مغادرةِ الرئيس ثم رجوعٍ إلى الأصل إلى رمز من رموز نوفمبر هذه المرة، بوضياف، الذي نفر من هذا "الأفلان" ونادى بإعادة تأسيس الحركة الوطنية... ثم بعد مأساة وفاته، أُجبِر وزيرُ الدفاع على التنحِّي لصالح القرين الذي رُفِضت وجهته رغم تفوق بُعدِ نظَره عليه بخصوص سياسة الدفاع الوطني، ثم عُيِّن وزيرُ الدفاع الجديد لرئاسة الدولة، فبذل جهدا قويا لتعزيز الدولة ورد الاعتبار لها بعد ما كادت تنهار تحت ضربات إرهاب شرس، ثم قُدِّم للشعب في أولى انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد، فأحس الشعب أن فيها بوادرَ تجديد وتحمَّسَ لها... وانتهج الرئيس الجديد سياسة "الرحمة" و"لم الشمل" لعزل الإرهاب وإرجاع إلى حظيرة الحركة الوطنية جناحِها الذي غره إسلامٌ سياسي مستورد.
وأما "الأفلان"، فها هو يتقوقع حول رجل رمز آخر، من "المركزيين" السابقين، ع.مهري، ويسعى إلى تنظيم ائتلاف يزعم أنه يعمل من أجل إخراج البلاد من الأزمة إلا أنه في واقع الأمر يسعى إلى إدامتها ليمنع التيارَ الوطنيَّ الآخر من إعادة تأمين وجوده في السلطة؛ فتراه يسعى لتكذيب نجوع السياسة التوحيدية التي يدعو إليها الرئيس المنتخب وعدالتها، بل لمعارضته بالسعي لفرض مشروعية حزب تمَوْقَع في موقع غير وطني، "إسلاموي" كمُناقِض ومُعادٍ للحركة الوطنية؛ كما تراه في مسعاه هذا يتذرع بديمقراطية مزيفة ولا يتردد في الاعتماد على التدخل الأجنبي رغم ما يترتب عن ذلك من أخطار على وجدان الأمة ذاته كما يَتَّضِِح في فظاظة المأساة التي ألمت بالأمة العراقية الشقيقة. وبما أن كل هذه المساعي باءت بالفشل أمام متطلبات التصحيح المُلِحَّة فتراه ينادي بإسكان البلاد في مرحلة انتقالية دائمة دون حسم أي شيء...
تلكم معالم الأزمة وهاهم الفاعلون فيها. ويتجلى لُبُّها في الصراع والتفاعل بين التيارين الأساسيين للحركة الوطنية على السلطة أي على ما يُعطي قُدرةَ توجيه السياسة الوطنية. ويجري هذا الصراع تحت ضغط مصالح أصبح من الصعب التجرؤ على تسميتها بالنيوكلونيالية مما يدل على مدى استرجاع الغرب لزمام المبادرة، إلا أن الصراع يتتبعه أيضا شعبُنا بيقظة دائمة ولا يتراجع عن التدخل فيه كما فعل في أول نوفمبر 54 ثم في ديسمبر 60 ثم في 62 عند الاستقلال ثم في 88... في الأوقات الحاسمة لحسم الموقف بوزنه الثقيل لصالح الحلول- من بين التي تُقدِّمها له نُخبُه- التي يراها تخدم المصلحة الوطنية.

عبد العليم المجاوي
مجاهد، كاتب (أفريل 2004)

[1] راجع مبروك بلحسين، المراسلة بين الجزائر والقاهرة، 54-56، دار القصبة، الجزائر، 2000 (بالفرنسية) ما ورد على يد عبان في رسالة مؤرخة بالرابع من نوفمبر55 (ص.108) يؤكد فيها بصراحته الجافية أن : "... بن بلة ليس ممثلا لجيش التحرير الوطني في القاهرة، ولا بوضياف ولا أيت أحمد ولا خيدر ولا لحول، الخ. إنكم وطنيون هاجرتم إلى الشرق. وكلفتكم جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني بمهمة. ليس إلا (...) أما بن بلة وبوضياف فمهتهما تقتصر على مصلحة العتاد والاتصال معنا..." وأوضح (ص.95) في رسالة سابقة (8.10.55) عن حديث مع الصحافي بارا لـ"فرانس أبسرفاتور" أنه لـ"السارجان" عمران ولمفوض سياسي للجبهة..."
[2] والغريب في هذا أن من أقدم على هذه الخطوة التي رسمت لأول مرة موقعا للقيادة السامية للجيش في السلطة السياسية هو التيارُ الذي كان دائما يشتكي من هيمنة "العسكريين" على "السياسيين" في قيادة جبهة التحرير الوطني...
[3] "الديمقراطية" التي أفتى بها الرئيس الفرنسي ميتيران في اجتماع "لا بول" (La Baule) على "ضيوفه" الرؤساء الأفارقة ليتحلوا بها في بلادهم إن أرادوا رضاءه عنهم ومساعدته لهم.

ديناميكية الحركة الوطنية وتناقضاتها

لقد اطلعت باهتمام بالغ على مداخلة عبد الحميد مهري بعنوان: "أزمة الأفلان"، لب المشكل، (الوطن، 15 فيفري 2004) وها بعض ما ساور بالي من أفكار إثر ذلك.
لم يكن لي الشرف أن انتسبت إلى نخبة المناضلين – وهو من أواخر من بقي من بركتهم – الذين نشطوا حزب الوطنية تحت قيادة مصالي الحاج منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، وإني مدين لذلك الرعيل الأول لما حضروه من ظروف أتاحت لي شرف المساهمة المتواضعة تحت قيادتهم ومعهم في إنتاج الناتج الجبار الذي كان بالنسبة لنا حلما مستحيل التحقيق. وإن الأمة عبر أجيالها الجديدة تعترف لهم بالجميل وتتعود على تكريمهم وتبجيلهم كلهم دون التفريق بينهم، ولربما قد يستعصي عليها إيجاد ما يكفيها من إنجازات مرموقة لوضع أسمائهم على واجهاتها.
ولقد قدرت كثيرا أن أبدى ع. مهري "وعيه بأنه على الذي عايش مثله الكثير من تلك الأزمات في جبهة التحرير وقبلها، ليس بالسهل محو آثار الماضي في الحكم على الحاضر"، وأن نبه بعبء "ذاتية التجربة المباشرة" على ما يكتب. مما يشجع على التعقيب على مداخلته. وسأسائله بكل احترام في نقطتين اثنتين: أولاهما "لب" الاختلاف الذي لا يجب "التحايل" عليه، وثانيهما "التجمع" و"الحوار".

1. التراث التاريخي والشعبي لـ"لأفلان"

لقد اجتهد ع. مهري لتوضيح أزمة "الأفلان" الراهن بمقارنته لها بأزمة حزب الشعب مع إبراز تحفظ لما قد ينجرّ من مجازفة عن هذه المقارنة لما تختلف فيه الوضعيتان سياسيا وتاريخيا. فيقول إنه "يكتشف في الحالتين تشابها في استحالة (...) مجابهة المأزق السياسي..." ويُنسِب عن جدارة مأزق الأمس "إلى تعنت الإدارة الاستعمارية" في وجه مطالب واقتراحات الحركة الوطنية، مضيفا أنه "ما من شك أن العجز المكبوح (...) كان سبب انفجار ذاك الصراع العقيم" وأن "محاولة التحايل على ذلك المأزق بالقفز دونه وغض النظر عنه أدى بالأطراف المتصارعة إلى الدخول في حلقة مفرغة والسقوط في فخ التشخيص والقذف والمجادلة العقيمة".
وكنت أترجى تفسيرا مقنعا للُبّ المشكل يقدمه أخيرا طرفٌ في الأزمة مؤهلٌ لذلك يكون قد تمكن من التفاعل مع الأحداث بعد أن همد غليانُها مع مر الزمان. إلا أنني اضطررت إلى الرجوع إلى مراجع أخرى لأتمكن من فهم ما ورد عنه من تلميح أكثر منه من وضوح بخصوص أزمة حزب الشعب دون أن يتعرض لصميمها. وجاء عنه أن الأزمة تمحورت حول مسؤولية "التداعيات السلبية الناجمة عن سياسة قام الجميع بتدبيرها وتنفيذها (...) فيما يخص النشاط السياسي العلني (المشاركة في الانتخابات البلدية الجزائرية) أو النشاط السري (إنشاء المنظمة الخاصة المسلحة ثم التعامل مع انعكاسات كشفها من طرف السلطات الفرنسية)." وأمام هذا الوضع قلد كلا الطرفين – رئيس الحزب، مصالي الحاج، واللجنة المركزية – الطرفَ الآخر مسؤولية المأزق. وها بنوفمبر يتقدم كحل له.
وذكر ع. مهري أن مصالي كان مؤيدا للجوء إلى الكفاح المسلح، كما تفوه به لمصطفى بن بولعيد، إلا أنه كان يقيد انطلاقه بحتمية "تطهير الحزب". وأن مناصرين لمصالي اعتدوا على بوضياف ورفقاء له الذين كانوا منهمكين في تحضير نوفمبر وكان المعتدون أُقنِعوا بأنه من حقهم معاقبة "انحرافيين"، الشيء الذي كاد أن يؤدي إلى اعتقال المعتدى عليهم. وإما الطرف الآخر فإن "الفقيد بن يوسف بن خدة الأمين العام للحزب" كان "يرسل البعثة تلو الأخرى من المركزية ليوضح للمناضلين أن مصالي لم يحترم القانون الأساسي للحزب". وأبرز ع, مهري تفاهة ذاك النشاط بروايته لشهادة شخصية رواها عليه "أحد المركزيين الذين شاركوا في تلك الحملة" حيث قال له أنه "عقد قبل اندلاع الثورة اجتماعا مع مناضلين استمعوا له بأدب ثم التحقوا غير مبالين بما سمعوه منه بالمواقع التي حُددت لهم في الكفاح المسلح".
وقبل التمعن فيما يُطلعنا ما يرويه لنا ع. مهري على لب الأزمة لا بد من السعي لتبيان ماهية هذا التباين في صفوف الحزب الاستقلالي.
تياران أساسيان في المجتمع
إن فكرة الاستقلال كحل وحيد للمشكل الاستعماري كانت، إلى غاية أزمة 54، محل إجماع في حزب الشعب-الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية [الـ"ببيا-أمتيالدي" (ppa-mtld)] ضد أوهام إمكانية حلها بإصلاحات في ضل الاستعمار كما كانت تتوهم به التنظيمات التي كانت تنضم إليها النخب الاجتماعية الثقافية (المسماة بـ"المعتدلة" من "المنتخبين" و"أحباب البيان" و"العلماء". وإننا لا نذكر هنا الشيوعيين لأنهم كانوا معادين أصلا للاستعمار إلا أنهم كانوا من جهتهم يقعون في وهم تغيير الوضع الاستعماري عن طريق الثورة الاشتراكية في فرنسا...)
ولقد ترسخت فكرة الاستقلال وأحرزت تقدما إلى حد أن برز تيار استعماري في الخمسينيات مصرحا بأنه يفضل الشراكة مع "نصف ثوار" عوض التعامل مع "عملاء" (ويقصد هنا الخاضعين من الجزائريين أو على الأقل "المعتدلين" منهم). وفي 1953 أقيمت تجربة شراكة لتسيير بلدية الجزائر تجسيدا لذاك الاعتراف الاستعماري بالحركة الوطنية... إلا أن الموقف بدا لمصالي وللمناضلين الموشكين على تفجير نوفمبر وكأنه بزوغ ظاهرة الوهم الإصلاحي – في قلب حزب الاستقلال هذه المرة –، الوهم بأنه، ببعض من الذكاء السياسي وبتوسيع التحالفات، يمكن استدراج الاستعمار إلى الاعتراف باستقلال الجزائر أو بعبارة أخرى يمكن إصلاح الاستعمار.
غير أن هذا الفكر الإصلاحي يختلف عما سبقه من فكر "معتدل"، إذ أنه لا يقتصر على التعبير عن انشغالات نخبوية مثل سابقيه، بل هو تعبير على انشغالات أوسع تجدرا في المجتمع وتجسيد لانتعاش نخب تقليدية كانت صمدت أمام المساعي الرامية للقضاء على وجودها الاجتماعي الاقتصادي وأصبحت تسعى للترسكل في حظيرة الفكر الاستقلالي مبدية إرادتها في تبوئها لدورها في قيادة المجتمع، متمثلة للنخب القيادية في البلدان المجاورة لبلادنا، طامحة في استدراج الاستعمار للمفاوضة معها على استقلال الجزائر، مما كان يضفي عليها شرعية كتيار اجتماعي أساسي لا تقل ضرورته عن ضرورة التيار الراديكالي بالنسبة لاستقرار المجتمع.
وقد تبلورت تلك الشرعيتان بتميزهما عن بعضهما البعض عبر مسار طويل، كلاهما ساع - في وجه الحكم الاستعماري- لتغليب نظرته للنضال الوطني التحرري على نظرة الآخر ومدافع عن منطق منافس لمنطق الآخر ومؤسس لقواعدَ تصنيف للمهام والوسائل مغايرةٍ لقواعدِ الآخر إن لم تكن تناقضها، ولكن قصد نفس المهمة، مهمة الحصول على استقلالية القرار السياسي. وتخللت هذا المسار التبلوري- التمييزي محطات هامة، منها الأزمة "البربرية" في 1949 وانفصام 1954 الذي شكل حسما أولَ في التباين.

لب المشكل

فمما كان مصالي يريد "تطهير الحزب" ؟ إنه كان يقصد الكيفية التي كانت اللجنة المركزية تنفذ بها توصيات المؤتمر الثاني للحزب: سياسة نعتها بالنيوكوكلونيالية أي الاستعمارية الجديدة. وكانت المركزية تنكر أنها تستحق هذا النقد. ويذكر ع. مهري عن حق أن المركزية وأمينها العام "لا يمكن التشكيك في وطنيتهم وفي اقتناعهم بضرورة الكفاح المسلح"، كما هو وارد في توصيات مؤتمرهم المنعقد بالعاصمة في أوت 54، في الفقرات الخاصة بـ"وسائل النضال" وبـ"سياسة الوحدة".
وكانت جماعة نوفمبر هي أيضا تنبذ سياسة المركزية، وكانوا ينادون بـ"تطهيرها"، مستعملين في تصريح أول نوفمبر كلمة خطيرة لنعتها: كلمة "الفساد"، ومبرزين الوهم الذي كان يقود تلك السياسة. وقد أدخلوا في المعادلة جيش التحرير كرمز لجزائر أصبحت تفاوض لا على الاستقلال- لأنه بالنسبة لها طويت صفحته - بل على العلاقات الجديدة التي يجب إقامتها بينها وبين الدولة المستعمَرة.
هذا هو إذن لب المشكل: كان الاختلاف قائما على الحل الذي كان يمكن به الخروج من المأزق الذي تحقق للكل أن آلت إليه سياسة الحزب أمام تعنت العدو الاستعماري. إلا أن طرفي الاختلاف وقفا ضد الحل النوفمبري لعدم تقديرهما حق التقدير لمساندة الشعب لهذا الحل ولنقص وعيهما بالنوعية الجديدة التي أفضاها على الحركة الوطنية، فعارضاه مُعتبرَيْنٍه دواء أخطر من الداء.
ومن دون شك أن مصالي، مثله مثل المركزية، لم يؤمن بأبسط حظ للثورة في النجاح وكان يخشى تكرار وبأكثر فظاعة مأساة ماي 45 والمجازر الرهيبة التي اقترفها المستعمر يومها، مما كان يغمر حتى محاولته تطهير الحزب وينسفها نسفا. وكانت كلها تقديرات ومخاوف مشروعة لدى قياديين شاعرين بمسئوليتهم في صون الحزب كأداة للاستقلال وبالنسبة لمستقبل الحركة التحررية. إذ أنه يصعب على مسئولين حي ضميرهم القبول بواقع جديد يصنعه فاعلون آخرون يجردونهم بذلك من تلك المسئولية، حتى ولو بدا واضحا أن من تقلد المسئولية محلهم أتى بحل يعزز فعلا الحركة.

الثورة المُنقِذة
وكيف كان رد فعل الطرفين عند اندلاع الثورة ؟

لقد سجل مصالي بسرعة مسانده الشعب للثورة، وأمر محاولا تفادي تجريده من زمام الوضع بتزويد المجاهدين بالمعونة مطالبا مقابلها مسئوليهم بالتصريح أنهم ينشطون باسمه. وإن هذا الموقف السياسي لمصالي من نوفمبر لهو أدل بكثير من الواقعة المؤسفة التي استهدفت بوضياف وأصحابه ضربا، والتي لا بد من الرجوع بصددها إلى ما قد تكون تسببت فيه اللجنة الثورية للوحدة والعمل (crua) عن طريق ما قد يكون جاء في لسان حالها "لوباتريوط" (Le Patriote) رغم إرادة مؤسسيها في توحيد قوى الحزب من أجل العمل الثوري.
وأما "المركزيون"، فمع تأسفهم لفشل المبادرة المرتقب بالحقيق، التزموا موقفا منكمشا ما عدا الفقيد امحمد يزيد الذي أوفده رفاقه إلى الخارج قصد المطالبة بتأخير موعد الثورة إلى أمد أكثر مناسبة والذي لم يتوفر له إلا أن ينضم إليها. وأما ع. مهري، فرفض عرض بوضياف عليه مصاحبته إلى الخارج، فأُلقي عليه القبض ولم يتمكن من الالتحاق بالثورة إلا بعد تسريحه في جويلية 55. ولعله من المفيد أن نطلع عما جاء في رسالة للمرحوم عبان إلى الوفد الخارجي في 4 نوفمبر 55 وهو يقول: "كل ما يتصل بالمركزية السابقة عن بعد أو قرب يكرهه الشعب كرها. لقد نجح مصالي الخبيث في هذا الميدان، وإننا نسعى الآن جاهدين لرد الاعتبار لرجالات المركزية ولخزي مصالي، إلا أنه من الصعب جدا إقناع قرويينا بأن الذي كان يُنعت بالخائن أمس أصبح اليوم وطنيا..." (وكان عبان قد قام بتوزيع منشور في جوان 55 جاء فيه ما يلي: "... [لا بد من] فضح المصاليين على ما لا يزالون يبثونه من فوضى ولبس وكذلك المركزيين الذين يقفون وقفة المتفرج الجبان تجاه نضالنا بل يقدحون فيه خفية...") وإن هذا الوصف المر للوضع يؤكد ما جاء من شهادة على لسان ع. مهري من حالة فقدان ثقة الشعب التي آل إليها رجالات المركزية الموفدون لتوضيح قرارات مؤتمرهم.
لذا يستغرب المرء من أن أصبح مصالي من المعادين لحرب التحرير بيد أنها ضمت إلى صفوفها إثر المجهود الرائع الذي بذله عبان لحشد كل قوى الأمة في الأفلان وحولها لاسيما من كانوا سابقا "مركزيين" ومن رجالات حزب البيان والعلماء والشيوعيين بل وحتى أناس كثيرين نذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، المرحوم عبد الرحمان فارس الذي كانت تحضر له السلطة الاستعمارية ليكون أول جزائري يعتلي كرسي الحاكم العام للجزائر. ويبقى التساؤل عما منع أن يُوجه هذا المجهود أيضا نحو مصالي ولرُبما أن تُولى له الأسبقية، على الأقل نظرا لما كانت له من قدرات حقيقية كان ليُجندها فعلا منذ ديسمبر 54 في المهجر وفي عدة أماكن جبلية من الوطن.
وما من شك أن كان للتعارض ولـ"صيغ السلوك والتفكير السياسي" التي حددها المأزق أثر في هذه المفارقة، وما من شك أيضا أن لمصالي قسطه في مسئولية الحرب الدامية بين الإخوة التي تواجه فيها الأفلان والأمانا (mna). إلا أن إقصاء هذا التنظيم وما كلفه من فقدان إطارات ومناضلين وطنيين خيِّرين من كلا الجانبين من الحقائق التي لا بد من الرجوع إليها والتمعن في "منطق تبلورها"، إذ أنها نتاج لتفاقم جهنمي لتناقضات الحركة الوطنية في حين كان من الممكن أن يهذبها بروز الحل الذي جاء ليخرج الحركة من الأزمة ويرفع من شأنها حتى يتوسع الـ"ببيا-أمتيالدي" إلى أن يصبح جبهة تحرير وطني تطمح إلى تمثيل الأمة بأسرها.

الإرث التاريخي والشعبي لجبهة التحرير الوطني

يجب التأمل في هذه الحلقة المأساوية من تاريخنا ولاسيما وأنها لم تُنه التضاد بين التيارين الأساسيين للحركة اللذين تستمد من كليهما ثراءها وخصوبتها: التيار "المركزي" والتيار "النوفمبري" الذي حل محل "المصالية"... وإن مكن التيار "الراديكالي" الحركة من الخروج من المأزق في 54، إلا أنه لم يكن بإمكانه تحقيق هدف الاستقلال إلا بحشده حوله للقوى الحية للحركة الوطنية كما تقدم به في تصريح أول نوفمبر، ولاسيما بعقده مع التيار "الإصلاحي" لتحالف وطني ستراتيحي، تحالف قويت أهميته بالنسبة له وللأمة بقدر ما فقد من قوة بفقدانه لجناحه المصالي، تحالف يسعى فيه ليؤكد الدور القيادي والهيمنة لخطه المؤسَّس على القطيعة مع الإصلاحية.
ولقد واجهت الحركة من خلال هذا الصراع على القيادة حلقات صعبةً أخرى ومآسٍ أخرى: وإن ما يشكل واقع "الإرث التاريخي والشعبي" و"التجربة النضالية الثمينة" الذين اكتنزتهما الحركة فصنعا مجدها، هو امتزاجُ المجابهة والشراكة بين التيارين بصِعابه وثراءه وحل المشاكل العويصة التي كان يطرحها العدو الاستعماري على الحركة بتعنته في البحث عن المقابل الجزائري الأكثر "اعتدالا" والأقل تشددا فيما يخص الاستقلال الوطني.

كيف يمكن تثمين هذا الإرث المجيد وهذه التجربة التي اكتنزها ؟

إن ما طبع الإرث التاريخي الشعبي للحركة التحررية العصرية منذ نشأتها هو أنه تراكم عن طريق الحوار والوحدة : حوار بين الحلول المختلفة التي تُقدم لتوحيد القوى الحية للأمة لمقاومة سياسة شرسة تقمع بلا رحمة أو تفسد كل محولة طعن في النظام الاستعماري. إلا أن الحوار لم يكن يخلو من الحرارة والتصادم وحتى التناحر إلى درجة أن سجلنا، بجانب شهداء سقطوا ضحية القمع الاستعماري مباشرة، فقدان وطنيين كثيرين أفذاذ راحوا ضحايا لنزاعات لم يتمكن المتنازعون فيها من حلها حلا سليما، مما دفع أحدَ مؤرخينا وهو يتكلم عن الوحدة التي أقيمت في جبهة التحرير أن ينعتها بالوهم عوض أن تكون حقيقة.
وكذلك كان الحال بالنسبة للحرب بين الإخوة في الجبهة وحركة مصالي، مُكلفة ما لا يطاق تحمله وتاركة آثارا ثابتة وآلاما وأحقادا يتبادلها الجانبان، مما يصعب مهمة مؤرخينا لتفسير تلك الصفحة المؤلمة من تاريخنا بحذافيرها، دون أن يتطرقوا لها عبر الأطروحة الضعيفة التي تقضي بـ"أن الزعيم العجوز أُقصي بسبب تسلطه المفرط وأنه لا بد من الاعتراف له بالحق الذي أفقده إياه تاريخ كتبه من انتصروا عليه..." إذ أن القضية لا تقتصر على مراجعة حدث تاريخي لإعادة الاعتبار أو عدمها لرجل متجادل فيه من رجالات حركتنا التحررية، بل إن بيت القصيد يكمن في الرجوع إلى تلك الفترة الأليمة باعتبارها إحدى محطات تاريخنا الأساسية وإحدى النقاط البارزة من الأزمة: فإن هذا البتر الذي بَترت به الحركة جسمَها من جراء استحالة إقامة الحوار وتخليصه بالوحدة قد يكون بمثابة "الخطيئة الأصلية" التي لا زالت تترتب عنها آثار مزمنة مثقلة كاهل الأمة ومصيرها... وحمدا لله أن جاء نوفمبر ملطفا لحدة ذلك التشويه بفضل الدفعة التي دفع بها عجلة التاريخ عبر تدخل الشعب الذي ألقى بثقل تأييده للثورة مضفيا الشرعية عليها.
وكما كان الحال بالنسبة للمختلف حالات الاصطدام التي تصادم فيها المسيرون إبان الحرب ولاسيما تلك التي تواجه فيها عبان وزملاءه – إلى أن عُزل وقُضي عليه لسوء الحظ – في ما يخص مشكل التفريق بين من صنفوا بـ"سياسيين" و"عسكريين" لترتيب موقعهم في الأجهزة القيادية للثورة (لجنة التسيير والتنفيذ -cce- والمجلس الوطني للثورة الجزائرية -cnra- والحكومة المؤقتة –gpra).
وكما كان الحال أخيرا بالنسبة للانقسامات الخطيرة التي برزت في القيادة يوم استقلال البلاد تاركة المناضلين والشعب في حيرة كبيرة.

(يتبع...)

Bachir, Harbi et Zahouane entre les mains de la police

Mais voilà que nous parvient la terrible nouvelle, confirmant les inquiétudes de Djamel. Un grand coup de filet a été réussi par la police, dans lequel sont tombés Bachir, Harbi et Zahouane, et beaucoup d'autres camarades. Les services n'y vont pas de main morte, et il y a intérêt à avoir de quoi se défendre, me confie Djelloul.
Un "septembre noir" que confirme vite une "Tribune libre" diffusée par Le Monde, titrée Défense des Pieds-Rouges. Ce quotidien s'inquiète de l'arrestation de gens qui ont mis leurs compétences au service de l'Algérie. Comme il ne parvient pas à Alger, c'est par la réponse d'el-Moudjahid que l'on en prend connaissance : Nous n'avons besoin, dit-il, que de compétence technique, pas politique ni idéologique... Cette première confirmation est suivie quelques jours après, par une critique moins retenue vis-à-vis de l'Humanité dont la campagne de dénonciation du coup d'État et de répercussion de nos positions fait beaucoup de tort au pouvoir usurpateur.
Une véritable opération de déstabilisation de l'opposition est entreprise par la presse officielle à coups d'éditos, de billets, tous anonymes, parlant de démantèlement « d'une prétendue opposition révolutionnaire », noyautée par des « coopérants et aventuriers » ; des « étrangers irresponsables » dont s'était entouré le régime déchu et qui voulaient détourner la Révolution algérienne à leur profit. Voilà déjoués ces « agissements inavoués », dont, avec ironie, « on se demande comment des Algériens s'y sont laissés avoir à ce point ». Ce procès suscite l'intervention du journal Le Monde, qui parle de « climat anticommuniste passionnel » où « l'on craint de ne plus discerner bientôt où s'arrête la liberté d'opinion et où commence la collusion avec l'opposition », et de l'AFP, inquiète « des conditions de détention dont auraient été victimes les détenus ». C'est du moins ce que l'on apprend là encore par des réponses d'el-Moudjahid, qui s'adonne à une furieuse campagne anticommuniste : des attaques dont l'un des résultats quasi immédiats est qu'enfin, une douzaine de dirigeants de l'UNEA s'enhardissent à signer – ou s'y voient obligés – une déclaration prenant acte de la carence du CE causée par l'« absence continue et délibérée » de certains de ses membres ; ce qui, disent-ils, gèle l'activité de l'outil de défense des intérêts des étudiants. La diatribe nous vise, nous qui nous sommes mis en clandestinité, et ses auteurs se prétendent « en mesure de justifier [leur] action auprès de tous les étudiants algériens, seuls habilités à juger et orienter les militants qu'ils ont élus à la direction de l'union ». Mais là, ils s'avancent un peu trop à la légère. Car, outre le manque d'ardeur et de conviction pour cette tâche chez nombre d'entre eux, ils n'auront pas l'influence qu'ils croient avoir auprès des étudiants, aux yeux de qui ils apparaissent comme brûlant aujourd'hui ce qu'ils ont adoré hier.
Je suis, pour ma part, perturbé et scandalisé par cette haine anticommuniste qui dégouline des colonnes d'el-Moudjahid. On y parle de mouvement démantelé « qui ne vivait que d'un apport humain et doctrinaire étranger », et en même temps on dit que son “cerveau” est « composé du PCA, de Harbi, Zahouane...» Ce qui veut dire, si on ne va pas jusqu'à nier l'algérianité de ces deux derniers, que c'est au niveau du PCA que se situent les « aventuriers étrangers », « pour lesquels la cause révolutionnaire de l'Algérie n'a jamais été une fin en soi, mais seulement le moyen d'établir le régime de leurs rêves...» À vrai dire, parmi la liste que donne le journal des seize Européens arrêtés, dont six ont la nationalité algérienne, il n'est pas un seul qui ait des prétentions “doctrinaires”...
Très vite, c'est le PCA et Bachir Hadj Ali qui sont pris pour cibles : on expose leur histoire, toute dédiée au colonialisme, dit-on. Et pour en faciliter la compréhension, on la traduit par une infecte bande dessinée traçant les "métamorphoses du PCA" (el-Moudjahid – 28 septembre). Je ne veux pas blesser les sentiments de mes lecteurs en reproduisant le contenu de cette bande scélérate qui marque, ce jour-là, le beau nom de Moudjahid d'une souillure durable.
On peut beaucoup reprocher à ce parti au cours de son compagnonnage, heurté mais souvent mutuellement avantageux, avec les autres courants d'un mouvement national qui a dû suivre lui-même un cheminement complexe pour s'affirmer et finalement conduire la lutte de libération. Mais on ne peut réduire l'histoire du PCA à cette caricature qui constitue une insulte à nos chouhada. Car, qu'on le veuille ou non, Ahmed Inal, Tahar Ghomri, Raymonde Peychard, Maurice Audin, Fernand Iveton, le Dr Counillon et de nombreux autres – qui ont reçu leur éducation politique dans les rangs du PCA – font partie intégrante de cette illustre cohorte dont le sacrifice suprême fait l'orgueil de la nation. Comme leurs frères de combat, ces camarades sont tombés au champ d'honneur ouvert par Novembre : ils l'ont fait au nom de la raison nationale posée par le FLN-ALN, mais aussi de leurs convictions idéologiques propres, forgées dans leur PCA, et leur geste constitue la plus radicale des autocritiques et des rectifications concernant la politique nationale de ce parti. C'est d'ailleurs l'atout avec lequel celui-ci s'est légitimement placé parmi les forces qui, à l'indépendance, ont présenté à la jeunesse leur vision d'une Algérie conforme à leurs « rêves ». Des rêves, en ce qui le concerne, aussi légitimes que ceux de nos amis vietnamiens et cubains, qu'on ne peut accuser de défendre d'autres patries, socialistes, que les leurs.
Des rêves d'autant plus légitimes que le FLN a inclus dans son programme, à Tripoli, le socialisme, jusque-là défendu par le seul PCA. Il était donc normal que ce dernier craignît une édulcoration de cet élément central de son programme et le défendît . D'autant que les luttes dans la direction du FLN semblent s'être nouées autour des réticences concernant cette orientation, conçue chez les plus convaincus, au mieux comme simple moyen de conjurer une orientation néocolonialiste, déjà à l'œuvre chez nos voisins depuis leur libération…

La civilisation arabo-musulmane à l'honneur

Nous sommes fiers de ce que R. Garaudy a réexhumé de notre civilisation dans sa brillante conférence à Ibn Khaldoun, sur la Culture musulmane et l'humanisme de notre temps, puis dans celle qu'il a donnée à Tlemcen sur l'Art musulman. Ce passé glorieux nous pousse à nous emparer sans réserves du socialisme scientifique, et non à créer un autre spécifique. B. Hadj Ali publie, comme pour nous guider dans ce sens, Quelques éléments théoriques de réflexion sur l'Art et la culture dans le cadre de la révolution socialiste.
La civilisation arabo-musulmane est encore à l'honneur dans les manifestations organisées par le Comité Dante de l'université d'Alger, à l'occasion du 700ème anniversaire de la naissance du grand Florentin. Dans les conférences sur la Divine Comédie ou sur Dante lui-même, on a mis en relief le fait que ce dernier a vécu dans un temps où la culture occidentale portait la marque profonde de la pensée arabe antérieure, et que parmi les grands esprits qu'il a, dans son œuvre, cités en dehors du christianisme, il a retenu trois grands noms, ceux de Avicenne, d'Averroès – en qui il voyait surtout l'auteur du "Grand Commentaire" d'Aristote – et Saladin, ce libérateur de Jérusalem de l'occupation des croisés que l'on avait toujours, précise le conférencier, considéré en Europe comme un prince sage et tolérant, modèle de vertus chevaleresques, et dont on fit, avant et après Dante, le héros de maints contes populaires.
De son côté, le professeur Étiemble, invité de l'université d'Alger, confère sur La Chine et l'humanisme universel, et parle de la contribution de ce grand pays à la science universelle, et des inventions (poudre, boussole, papier simple et papier monnaie, imprimerie...) qu'elle a communiquées aux Arabes grâce à qui elles ont été propagées en Europe ensuite. La Renaissance européenne, insiste-t-il, est due essentiellement à l'apport des sciences chinoises et arabes. Il précise que les Chinois ont inventé les examens et concours qui consistaient pour eux en un recrutement démocratique, en ce qu'ils permettaient une sélection des cadres... Quant aux étudiants de l'IGP (Institut de gestion et de planification), ils invitent le professeur Jean Chesnaux pour une conférence sur le Mode de production asiatique qui les initie aux luttes spécifiques de classes qui ont marqué l'histoire coloniale des pays du tiers-monde. Le professeur Maxime Rodinson, invité par France-Algérie pour une conférence, elle aussi très suivie, à Ibn Khaldoun sur Révolution économique moderne et histoire de l'Islam, participe, avec d'autres éminents enseignants français, à une série de cours sur plusieurs semaines pour les étudiants de l'IEP (Institut d'études politiques), sur les Bases historiques et premières étapes du nationalisme arabe. Le professeur Pierre George les enseigne sur Universalité et diversité des phénomènes internationaux. Max-Pol Fouchet, un autre ami de l'Algérie, les entretient de Télévision et problèmes de la culture contemporaine... Quant aux étudiants de l'ÉNA, une des rares structures de l'Enseignement supérieur où nous n'avons pas de comité UNEA, le professeur Maurice Duverger expose devant eux son point de vue sur Démocratie et développement, sous forme de dilemme : qui des deux doit être le premier ? ou doivent-ils marcher ensemble ? pour défendre l'idée qu'il est possible de maintenir une forme de démocratie dans les pays en développement en proie à d'énormes difficultés économiques et où l'autorité est nécessaire et même indispensable. Il ajoute que dans ces pays, le développement est impossible par la voie capitaliste (et il en explique les raisons), et que la voie socialiste est obligatoire au moins à un degré très élevé... Je rapporte ce témoignage d'un intellectuel non communiste pour tempérer les ardeurs critiques de ceux qui, aujourd'hui, lisant l'expérience d'hier en se prévalant d'une prescience après coup, dénoncent doctement le “système antidémocratique et socialiste instauré à tort depuis 1962”!

BF 15

Mais voilà que nous parvient la terrible nouvelle, confirmant les inquiétudes de Djamel. Un grand coup de filet a été réussi par la police, dans lequel sont tombés Bachir, Harbi et Zahouane, et beaucoup d'autres camarades. Les services n'y vont pas de main morte, et il y a intérêt à avoir de quoi se défendre, me confie Djelloul.
Un "septembre noir" que confirme vite une "Tribune libre" diffusée par Le Monde, titrée Défense des Pieds-Rouges. Ce quotidien s'inquiète de l'arrestation de gens qui ont mis leurs compétences au service de l'Algérie. Comme il ne parvient pas à Alger, c'est par la réponse d'el-Moudjahid que l'on en prend connaissance : Nous n'avons besoin, dit-il, que de compétence technique, pas politique ni idéologique... Cette première confirmation est suivie quelques jours après, par une critique moins retenue vis-à-vis de l'Humanité dont la campagne de dénonciation du coup d'État et de répercussion de nos positions fait beaucoup de tort au pouvoir usurpateur.
Une véritable opération de déstabilisation de l'opposition est entreprise par la presse officielle à coups d'éditos, de billets, tous anonymes, parlant de démantèlement « d'une prétendue opposition révolutionnaire », noyautée par des « coopérants et aventuriers » ; des « étrangers irresponsables » dont s'était entouré le régime déchu et qui voulaient détourner la Révolution algérienne à leur profit. Voilà déjoués ces « agissements inavoués », dont, avec ironie, « on se demande comment des Algériens s'y sont laissés avoir à ce point ». Ce procès suscite l'intervention du journal Le Monde, qui parle de « climat anticommuniste passionnel » où « l'on craint de ne plus discerner bientôt où s'arrête la liberté d'opinion et où commence la collusion avec l'opposition », et de l'AFP, inquiète « des conditions de détention dont auraient été victimes les détenus ». C'est du moins ce que l'on apprend là encore par des réponses d'el-Moudjahid, qui s'adonne à une furieuse campagne anticommuniste : des attaques dont l'un des résultats quasi immédiats est qu'enfin, une douzaine de dirigeants de l'UNEA s'enhardissent à signer – ou s'y voient obligés – une déclaration prenant acte de la carence du CE causée par l'« absence continue et délibérée » de certains de ses membres ; ce qui, disent-ils, gèle l'activité de l'outil de défense des intérêts des étudiants. La diatribe nous vise, nous qui nous sommes mis en clandestinité, et ses auteurs se prétendent « en mesure de justifier [leur] action auprès de tous les étudiants algériens, seuls habilités à juger et orienter les militants qu'ils ont élus à la direction de l'union ». Mais là, ils s'avancent un peu trop à la légère. Car, outre le manque d'ardeur et de conviction pour cette tâche chez nombre d'entre eux, ils n'auront pas l'influence qu'ils croient avoir auprès des étudiants, aux yeux de qui ils apparaissent comme brûlant aujourd'hui ce qu'ils ont adoré hier.
Je suis, pour ma part, perturbé et scandalisé par cette haine anticommuniste qui dégouline des colonnes d'el-Moudjahid. On y parle de mouvement démantelé « qui ne vivait que d'un apport humain et doctrinaire étranger », et en même temps on dit que son “cerveau” est « composé du PCA, de Harbi, Zahouane...» Ce qui veut dire, si on ne va pas jusqu'à nier l'algérianité de ces deux derniers, que c'est au niveau du PCA que se situent les « aventuriers étrangers », « pour lesquels la cause révolutionnaire de l'Algérie n'a jamais été une fin en soi, mais seulement le moyen d'établir le régime de leurs rêves...» À vrai dire, parmi la liste que donne le journal des seize Européens arrêtés, dont six ont la nationalité algérienne, il n'est pas un seul qui ait des prétentions “doctrinaires”...
Très vite, c'est le PCA et Bachir Hadj Ali qui sont pris pour cibles : on expose leur histoire, toute dédiée au colonialisme, dit-on. Et pour en faciliter la compréhension, on la traduit par une infecte bande dessinée traçant les "métamorphoses du PCA" (el-Moudjahid – 28 septembre). Je ne veux pas blesser les sentiments de mes lecteurs en reproduisant le contenu de cette bande scélérate qui marque, ce jour-là, le beau nom de Moudjahid d'une souillure durable.
On peut beaucoup reprocher à ce parti au cours de son compagnonnage, heurté mais souvent mutuellement avantageux, avec les autres courants d'un mouvement national qui a dû suivre lui-même un cheminement complexe pour s'affirmer et finalement conduire la lutte de libération. Mais on ne peut réduire l'histoire du PCA à cette caricature qui constitue une insulte à nos chouhada. Car, qu'on le veuille ou non, Ahmed Inal, Tahar Ghomri, Raymonde Peychard, Maurice Audin, Fernand Iveton, le Dr Counillon et de nombreux autres – qui ont reçu leur éducation politique dans les rangs du PCA – font partie intégrante de cette illustre cohorte dont le sacrifice suprême fait l'orgueil de la nation. Comme leurs frères de combat, ces camarades sont tombés au champ d'honneur ouvert par Novembre : ils l'ont fait au nom de la raison nationale posée par le FLN-ALN, mais aussi de leurs convictions idéologiques propres, forgées dans leur PCA, et leur geste constitue la plus radicale des autocritiques et des rectifications concernant la politique nationale de ce parti. C'est d'ailleurs l'atout avec lequel celui-ci s'est légitimement placé parmi les forces qui, à l'indépendance, ont présenté à la jeunesse leur vision d'une Algérie conforme à leurs « rêves ». Des rêves, en ce qui le concerne, aussi légitimes que ceux de nos amis vietnamiens et cubains, qu'on ne peut accuser de défendre d'autres patries, socialistes, que les leurs.
Des rêves d'autant plus légitimes que le FLN a inclus dans son programme, à Tripoli, le socialisme, jusque-là défendu par le seul PCA. Il était donc normal que ce dernier craignît une édulcoration de cet élément central de son programme et le défendît . D'autant que les luttes dans la direction du FLN semblent s'être nouées autour des réticences concernant cette orientation, conçue chez les plus convaincus, au mieux comme simple moyen de conjurer une orientation néocolonialiste, déjà à l'œuvre chez nos voisins depuis leur libération…

L'UNEA : Cette Grande école !

L'accord sur le remaniement de la direction de l'Union nous a surtout valu que Ben Bella dénoue les cordons de sa "bourse" et nous octroie la subvention dont nous rêvions. Il convoque le directeur du Trésor et lui ordonne de donner à la délégation du CE la somme... de 70 millions. Comme ça ! sans reçu, sans rien ! Ahmed Mahi passe la nuit à la protéger en faisant du paquet son oreiller, et le lendemain nous déposons l'argent à la banque...
Le "nerf de la guerre" est enfin là. On peut développer encore plus l'activité de l'Union. Chaque département de la direction a préparé son programme de travail, et chaque responsable défini les bases de principe de son action, dans le cadre de la mise en application du programme adopté au congrès. Certains parmi nous, Mahi, Zenine, Aziz, …, mettent au point des exposés qui leur servent à des interventions pédagogiques dans des rencontres avec les étudiants sur leurs lieux de travail ou d'hébergement. Une grande masse d'étudiants sont ainsi intéressés et initiés à la compréhension des problèmes qu'ils rencontrent dans leur vie universitaire, en liaison avec ceux du pays et aux conditions de leur solution. C'est un véritable terrain d'essai pour une entreprise qui commence à se préciser et à laquelle B. Boumaaza va prêter un précieux concours. C'est la grande "école" que nous avons tôt fait de projeter pour les vacances de printemps.
Cette activité et cette mobilisation facilitent le renouvellement du Comité de la section d'Alger, dans la troisième semaine de janvier 65. Une AG regroupant une centaine d'élus étudiants élit un nouveau comité et adopte une plateforme d'action pour l'année. Le renouvellement de l'ancien CS – dont de nombreux membres (Aziz, Bachir, Djelloul, Djamal, Malek, et moi-même) avaient été promus au CE –, est presque complet : seuls Hafsi et Oulebsir sont là pour assurer une continuité. La composition du nouveau CS, renforcé par les Bensaïd, Kechiche, Kerba, Lounissi, Maoui, Medjamia, Temim, Terrah et Torche, a été dressée par le Comité des Étudiants du Parti et approuvée par le CS sortant, avant d'être proposée aux suffrages de l'AG, ainsi que le projet de plateforme et le Règlement intérieur. H. Mouffok déclare à l'issue de l'AG que c'est là « l'événement le plus important après le congrès » de l'Union. Les débats qui ont duré jusqu'au petit matin, ont été d'un niveau aussi élevé que celui du 6ème congrès, mais se sont déroulés, là, dans une grande sérénité, d'abord autour du rapport moral, présenté par Djelloul en tant que président sortant, qui a retracé toute la riche activité (politique, syndicale, culturelle et sportive) de la section pendant l'année écoulée, ensuite autour du rapport financier présenté par Hamouda, trésorier sortant, et surtout de la question de la liste des candidatures...
Ce dernier point a permis à nombre d'intervenants de présenter le mode de désignation des candidats comme l'illustration de l'accord de novembre et du soutien confiant des étudiants au Parti du FLN et à la Charte d'Alger, soutien qui faisait que leur attachement à la démocratie n'était pas contredit. Le plus éloquent, le plus convaincant de ces orateurs a été H. Mouffok, qui a su trouver les mots et lier les deux termes de la contradiction.
Je le verrai faire preuve de cette qualité faite de maîtrise et de grande capacité de convaincre lorsqu'il affrontera une salle en colère d'étudiants des cités U. que l'administration voudra déloger, alors qu'ils seront en période d'examens. On devait, faute de structures d'accueil suffisantes, préparer les chambres des cités pour recevoir les invités des deux grands rendez-vous internationaux (la Conférence afro-asiatique, et le 9ème Festival de la Jeunesse et des Étudiants ) que notre jeune pays a eu l'honneur d'être chargé d'organiser pour Juin.
Le problème a soulevé une grande émotion et l'administration a demandé à la direction de l'UNEA de l'aider à le régler en disant, pour nous aiguillonner, que le président Ben Bella était prêt à venir en personne donner un coup de main pour convaincre les étudiants si les dirigeants de l'Union ont des difficultés à le faire. J'étais avec Djelloul quand on nous fit cette demande et cette suggestion. Djelloul rétorqua : « C'est nous que vous devez convaincre que cette solution est incontournable, que ce n'est pas une solution de facilité. Si vous arrivez à le faire, ce sera alors à nous de convaincre les étudiants et pas au Président. » Le problème était réel et les solutions très peu nombreuses ; nous avons dû affronter la colère de nos camarades. C'est à H. Mouffok qu'est revenue la rude tâche. Nous étions inquiets de possibles développements non souhaitables, ou qu'au moins on ne le laissât pas parler. Mais il fallait voir comment il a pu petit à petit imposer son ascendant à la salle vociférante, puis se faire entendre et finir par capter l'attention des étudiants réunis là. Il leur dit toute l'importance de leurs examens et de leur réussite pour les besoins du pays qui attend de les voir mettre leur savoir au service de son édification. Il lia cette préoccupation à la portée de la conférence que le pays s'apprêtait à recevoir, pour leur devenir même, et leur montra que leur contribution au succès de cette rencontre internationale était de mettre les bouchées doubles pour terminer leurs révisions dans les délais qui permettraient à l'administration de préparer les cités à loger les hôtes du pays. La salle était subjuguée par ses explications et son argumentation. Puis ce fut un tonnerre d'applaudissements... C'était une fierté que d'avoir un tel chef ! (…)
La présidence du CE et le département organique s'affairent à organiser le séminaire des vacances de printemps : d'abord la logistique, en menant d'une part l'opération du choix des participants à l'"école", parmi les militants de l'Union les plus actifs et les plus liés à la masse des étudiants et à leurs problèmes. On en recense ainsi plusieurs dizaines que l'on prépare dans des briefings ou des conférences où ils font part de leurs interrogations, etc. ; d'autre part en préparant le lieu de l'"école", à savoir les moyens du Centre africain du Pétrole (salles de classe, chambres pour héberger les pensionnaires, réfectoire et cuisines et les employés de service...,) de Boumerdès, fraîchement inauguré, que le ministre de l'Économie met à notre disposition pour la circonstance. Les autres départements (syndical, volontariat, culture, sports, international...,) chacun pour ce qui concerne les affaires dont il s'occupe, préparent les textes des conférences et cours qui doivent être exposés devant les participants...
Nous avons, pour les différentes interventions, un riche matériau dans l'actualité nationale et internationale, éclairée à la lumière de la Charte d'Alger et de ses orientations de progrès, actualité dont j'ai donné un aperçu plus haut et qui continue de se déployer en ces lendemains de commémoration (la 10ème) de Novembre : la lutte pour l'unité nationale et la mise hors d'état de nuire des responsables de la dissidence ; le retour des éléments révolutionnaires (tel Rabah Bitat, mais il n'est pas le seul) à leur poste de combat ; les efforts et problèmes d'édification et de restructuration de l'économie nationale (autogestion, récupération des biens mal acquis pendant la guerre de libération...) et leurs liens avec la 2ème Conférence des pays afro-asiatiques, ainsi qu'avec les négociations pour décoloniser les relations algéro-françaises ; les avancées de la jeunesse algérienne et l'honneur qui lui est fait de préparer le premier rassemblement mondial de la jeunesse et des étudiants à se tenir hors d'Europe ; les problèmes de la décolonisation en Afrique et l'agression impérialiste contre le Congo qui, malgré les Tschombé, voulait rester fidèle au martyr Lumumba ; les problèmes de l'unité arabe, avec les échanges entre le FLN et l'USA (Union socialiste arabe - Égypte), qui fait part de l'expérience unitaire tourmentée entre les mouvements nationalistes du Proche-Orient ; et les problèmes de l'unité maghrébine, avec les suites des efforts de l'OUA pour régler le différend frontalier avec le Maroc ; etc.
Nous avons donc du pain sur la planche et nous ne sommes pas de trop pour faire face à la tâche. Je ne m'en occupe pas moins de mon inscription en 4ème année de médecine dont je suis assidûment les cours. Hélas, je ne peux prétendre, pour cette année du moins, à préparer l'internat...
(…)Cette plus grande confiance dans leur organisation donne une impulsion au travail unitaire où s'engagent nos forces communes dans la mise en œuvre du programme de l'Union, et d'abord la préparation et le déroulement du séminaire des vacances de printemps dont j'ai parlé plus haut, et qui va être enregistré comme un très grand succès : par le nombre de participantes et de participants, par l'intérêt que tous ont porté au contenu du programme d'étude et aux débats qui l'ont considérablement enrichi, par le climat convivial et, disons-le, fraternel qui a régné tout au long du séminaire... Plusieurs dizaines de jeunes universitaires de diverses spécialités, de diverses régions du pays, de divers horizons de pensée, ont vécu ensemble en une sorte d'internat, se sont connus, ont réfléchi ensemble et confronté leurs idées sur les problèmes de la décolonisation du pays et du monde que ce séminaire leur a largement fait découvrir. Des amitiés, des affinités vont se nouer... Circonstance exceptionnelle, qui va avoir des prolongements fructueux dans la préparation et la tenue du Festival de la jeunesse et des étudiants, et plus tard dans le travail et la fonction pour lesquels l'université les aura formés. Cette activité et le soutien qu'elle a trouvé auprès des cadres et enseignants universitaires qui ont contribué à l'animer, et auprès des autorités qui en ont décisivement assuré le succès, ont grandement accru le prestige de l'UNEA et renforcé son organisation…

UNEA, Trois longs mois difficiles !

Nous nous organisons en retenant donc les camarades élus venus des sections de l'étranger, et nous nous mettons au travail. Je suis chargé de réunir les documents du congrès pour les éditer en brochure des travaux et d'en suivre la confection auprès de l'imprimeur. Nous programmons les élections pour renouveler les directions de sections de l'Union, notamment celles de l'intérieur, dont l'importante section Alger, et celles de l'extérieur, dont la non moins importante section de Paris. Dj. Naceur et M. Saha sont les envoyés du CE pour "restructurer" la section de Paris et en déloger les responsables récalcitrants, dont celui qui deviendra plus tard un ami, Abbas Didine, et le très sympathique Djennas – Pour cette dernière action, nous attendrons cependant que le remaniement de la direction soit réalisé –. Les autres secteurs de notre activité (de volontariat, syndicale, culturelle, sportive...) nous réclament et nous nous efforçons de faire face. Nous n'oublions pas la solidarité avec les diverses fédérations de l'UGTA (pétroles, PTT, Éducation et Culture...), ou avec la JFLN, où chaque fois l'un de nous est désigné pour apporter notre soutien militant lors de leurs divers congrès ou conférences... La solidarité internationale, que nous sollicitons pour notre Union ou pour notre pays, ou que nous exprimons aux étudiants et peuples en lutte, n'est pas la moindre de nos activités.
Nous entamons un travail politique en direction du FLN : nous rédigeons une lettre circonstanciée aux membres du BP-FLN pour expliquer le bien-fondé de notre position. Nous nous partageons en délégations pour rendre visite à chacun des dirigeants du FLN. Je suis de celle qui sollicite une entrevue avec le regretté Ali Mendjeli et je me rappelle la réponse laconique qu'il nous fait après avoir écouté le plaidoyer où nous avons exposé le contenu de la lettre que nous lui avons remise : « Il ne faut pas trop tirer sur la corde ! » nous dit-il sur un ton presque amène, peut-être las, en tout cas pas du tout hostile. Réponse que, pour ma part, je trouve sibylline, mais pour l'interprétation de laquelle je fais confiance à la direction du parti...
Cette dernière est tout à son affaire pour faire avancer les propositions de changement de statut d'Alger républicain – on parle également de A. Benzine comme rédacteur en chef de Révolution africaine, pour seconder Amar Ouzeggane appelé à remplacer Harbi à la tête de l'hebdomadaire. En même temps, la direction du PCA s'efforce de développer chez nous, militants, l'esprit unitaire et nous appelle, conformément aux engagements pris lors du congrès du FLN, à rejoindre les cellules de ce parti pour renforcer son caractère d'avant-garde. Mais nous avons des difficultés à être convaincus des possibilités de changement du FLN. Personnellement, je suis un des plus sectaires, d'autant que je reste attentif, même si c'est d'un peu loin, aux négociations serrées autour des aménagements à faire dans la direction, entre notre président, H. Mouffok, et le responsable des Étudiants militants du FLN, Abdessadok. Ce dernier est fin et intelligent, mais je n'arrive pas à lui reconnaître quelque valeur parce qu'il me semble ne tirer sa force et ses convictions que du fait qu'il se dit le représentant de Ben Bella – il se glorifie d'en être proche, ou en tout cas, le porte-parole direct en milieu étudiant ; et parce qu'il m'agace avec ses discours sur l'islam dont il se dit le défenseur des valeurs, contre nous, les communistes, des "mécréants", semble-t-il dire... alors que pour moi, ce pour quoi nous nous disputons n'a rien à voir avec l'islam. Jacques Berque dirait plus scientifiquement : « L'islam, comme le christianisme en pareilles occurrences, ne peut être appelé à dialoguer de niveau avec un système bâti non sur l'observance de la loi et la promesse du salut, mais sur la constatation du conflit et du primat de l'histoire. »
En réalité, de l'islam, ce n'est pas seulement Abdessadok qui parle. Le Président Nasser, Tewfiq el-Madani, notre ministre des Affaires religieuses, Amar Ouzeggane, entre autres, abordent la question en mettant en relief la convergence, ou du moins la non-opposition entre l'islam et le socialisme. Pour moi, ces interventions ne font que confirmer le non-fondé des prétentions de Abdessadok ; et je ne vois pas qu'en réalité, toutes ces insistances sur les valeurs de l'islam (et sur leur jonction avec le socialisme comme voie de la dignité) ont un sens ; elles sont toutes tendues par la volonté de calmer les inquiétudes qui travaillent nos sociétés quant aux risques pour notre personnalité nationale entraînés par le choix socialiste, réputé porteur d'ignorance sinon de mépris de la religion...
Toujours est-il que les efforts de Mouffok et Abdessadok avancent vers la solution d'un remaniement du CE-UNEA qui sera officiellement entérinée dans une session extraordinaire du CD, le lundi 16 novembre pour le renforcement du Mouvement. Et de fait, le fin dosage concocté par nos deux responsables a donné une équipe tout à fait fraternelle qui m'a permis personnellement de nouer des amitiés très solides, notamment avec Mohammed Salah Berdi et Abdelaziz Bouchaïeb qui ont assumé avec brio et sérieux leurs fonctions au sein du collectif. Même avec Saïd Kitouni, les relations sont restées toujours très correctes. Ce dernier a fait plus tard carrière dans les services , dont il semble être sorti à la retraite avec un haut grade. Bien évidemment, les préjugés réciproques n'ont pu fondre que dans l'activité riche que ce réaménagement de la direction a permise. N'a-t-on pas même vu l'UNEA solliciter le cheikh Sahnoun, qui s'est mis gracieusement à la disposition des étudiants, pour organiser des cours d'arabe, comme il le faisait, précise-t-il, pour les détenus, quand il était en prison pendant la guerre ? Et pour aider à la compréhension du remaniement, le regretté Noureddine Zenine un des vice-présidents de l'Union, en clarifie le sens politique dans les colonnes d'Alger rép. Entre-temps, avec la perspective de cette restructuration, nous aurons l'honneur, le 1er novembre, de recevoir enfin le président Ben Bella à la rencontre amicale que le CE organise au 10, Bld Amirouche, pour les étudiants africains (ils sont quelque 900 sur les 6 500 étudiants de l'université d'Alger !). H. Mouffok déclare : « Le fait que le système des bourses aux Africains soit directement lié à la Présidence, démontre toute l'importance qu'accorde le frère Ben Bella aux étudiants africains...»
Ce jour-là, nous assistons, comme l'UNEA y a appelé, au défilé notamment militaire sur la route Moutonnière, en l'honneur du 10e anniversaire de Novembre. Boumédiène, ministre de la Défense fait un discours où il dit : « ...Nous pouvons dire avec fierté que l'ANP a retrouvé son unité et est dotée de l'armement nécessaire... Nous avons créé les différentes armées de terre, mer et air, que vous pourrez voir après le discours du Président...» Et nous avons vu !
D'où nous surplombons le trajet du défilé, nous sommes grandement impressionnés par le spectacle que déploie devant nous notre armée nationale populaire. Et voilà que s'élève la voix ironique de Malek : "Les copain... ain… ains ! Vous voyez ce que nous allons nous recevoir un jour sur la gueu... eu… eule ? » Personne ne relève la plaisanterie, d'un goût douteux. Mais on en rit..., jaune...

L'UNEA au 4ème congrès du FLN

La publication, début avril 64, des thèses du congrès ne nous laisse pas indifférents. Pas seulement parce qu'Alger rép. en recommande l'étude ; c'est un événement que tout le monde attend. Le CE-UNEA en fait un des points de son ordre du jour, avec ceux concernant la préparation des documents pour le 6e congrès de l'Union (rapport d'activité, Programme d'action, etc.), et bien évidemment, nous, au CS, nous nous impliquons, parce que nous sommes partie prenante, au moins en ce qui concerne le programme d'action.
Le 16 avril est une date marquante : l'UNEA est invitée au congrès du FLN. Elle y délègue son président et, je crois, un autre membre de son CE. J'y suis, moi, invité à titre personnel par le Dr Nekkache. Ce qui m'a frappé et que j'ai retenu de ces assises où beaucoup a été dit, ce n'est pas l'intervention, bien applaudie, de H. Mouffok, mais c'est celle de Boumédiène, au sujet de l'épuration des rangs du parti que beaucoup réclament . C'est même un des leitmotivs d'Alger rép., de Révolution africaine, d'el-Moudjahid, pour ne citer que la presse écrite. "Qui va épurer qui ?" demande le ministre de la Défense. Que veut-il dire ? pensé-je, alors que me reviennent à l'esprit les inquiétudes des amis collaborateurs du Dr Nekkache concernant la "ligne diviseuse" des communistes. Mais, malgré la poursuite préoccupante des assassinats de militants à travers le pays, par les fauteurs de dissidence, j'ai l'impression que cela se calme dans l'euphorie de l'adoption de la Charte d'Alger – dont Alger rép. publie le texte à partir du 15 novembre.
D'autant que c'est le moment où Ben Bella revient d'un voyage triomphal dans les pays socialistes et en Égypte, dont B. Khalfa, dans Alger rép. relate, sur cinq numéros, le déroulement sous le titre : Un voyage qui fera date, et apporte des résultats concrets (dont un Institut africain du pétrole et du gaz, offert par l'URSS ; on annonce son ouverture dès septembre!) Le communiqué commun qui clôt la visite porte que « l'expérience algérienne est une grande contribution au nouveau développement du processus révolutionnaire mondial ». Expérience hautement appréciée également par les communistes français et italiens, et par Che Guevara, de passage, qui a jugé "encourageant", pour un révolutionnaire comme lui, de connaître le peuple algérien. C'est le moment où en France, « la guerre d'Algérie continue », ainsi que le dénonce Révolution africaine : nos concitoyens, là-bas, sont agressés, assassinés à longueur de semaine ; on fait participer des harkis à la sale besogne. De nombreux Algériens sont refoulés de Marseille, ne remplissant pas, dit-on, les conditions pour leur séjour en France... C'est le moment où l'on assiste à un ballet incessant de visites de nos ministres à Paris, pour négocier la mise en œuvre rechignée des engagements de la France concernant cette période de la décolonisation, pour lever les réticences et blocages à l'envoi d'enseignants pour nos établissements, alors que notre ministre de l'Orientation, Ch. Belkacem, multiplie ses appels assurant que « l'Algérie accueillera fraternellement tous les enseignants français » ; où les médias français rivalisent à qui suscitera le plus d'animosité envers l'Algérie, la plus grande méfiance vis-à-vis de sa politique et de l'« entrain avec lequel elle pousse son édification socialiste », de ses prétentions à « modifier la répartition des bénéfices prévue dans les accords d'Évian », sans préciser, comme le fait B. Boumaaza, que le gouvernement français a considérablement vidé ces accords de leur sens par des décisions unilatérales. Au point que des délégations des partis communistes français et italien s'engagent après leur visite à redresser cette image détestable largement diffusée en Occident. C'est le moment où les autorités françaises prennent des sanctions-représailles, politiques et financières, contre la Tunisie de Bourguiba parce que ce dernier a osé nationaliser des terres encore propriété des anciens colons...
C'est le moment où se produit le sabotage au port de ‛Annaba du Star of Alexandria, qui ramenait dans ses soutes l'armement et les munitions que l'ALN avait laissés à l'extérieur. L'explosion fait des dégâts considérables dans le port sans compter près de quatre-vingt dix morts... C'est le moment où Ho Chi-Minh s'adresse au peuple américain lui demandant d'exiger la fin immédiate de la sale guerre au Sud Viêt-Nam..., où Mandela et ses compagnons arrachés à la mort, sont condamnés à la prison à vie... Bref, un moment où ce qui se passe dans notre pays s'inscrit plus que jamais dans le formidable mouvement des peuples secouant la tutelle coloniale et la pression néocolonialiste qui s'efforce de contenir ce mouvement…

Le M de l'UGEMA

Me voilà donc revenu à ce mouvement au sein duquel j'avais connu des moments exaltants.
Je rappelle qu'il s'était construit à la suite de débats idéologiques sérieux, qui ont eu lieu lors de cette fameuse "bataille du « M »", quelques mois avant que je ne devienne membre de l'Union.
Pourquoi cette "bataille", pourrait-on s'interroger ?
Revenons un peu plus haut dans le temps.
L’Association des Étudiants Musulmans d’Afrique du Nord (AEMAN) a été la première forme d’organisation des étudiants algériens, dont l’idée avait germé vers 1920, quand des Maghrébins ont commencé de fréquenter des universités françaises... Elle avait des sections dans les différentes villes universitaires de France hébergeant des étudiants maghrébins, et à Paris, son bureau au 115, Bld Saint-Michel, s’ornait des trois portraits des leaders maghrébins, Allal el-Fâsî, Messali Hadj et Habib Bourguiba. Ceci pour dire quelle était la tendance qui animait les étudiants algériens organisés dans l’AEMAN. La section d’Alger de l’AEMAN, portant le nom d’AEMNA (Association des Étudiants Musulmans Nord-Africains), a regroupé les étudiants maghrébins, jusqu’à la formation des Unions nationales au Maroc (UNEM) et en Tunisie (UGET). En 1954, à Alger, il y avait encore un bureau de l’AEMNA, cohabitant avec l’AGEA (Association générale des Étudiants d’Alger), qui, elle, dépendait de l’UNEF et dont, nous, "musulmans", faisions d’office partie...
Entre-temps, l’idée nationale mûrissait à travers les luttes intenses entre l’administration coloniale et le mouvement national dans son ensemble, ainsi qu’au sein du mouvement, entre ses différentes composantes. Novembre 54 marquait la victoire définitive de l’idée de la nation algérienne indépendante de la France. Il n’en reste pas moins qu’il faudra plus de sept ans et demi d'une guerre inégale pour réaliser cette idée.
Au niveau du mouvement étudiant, l’idée de nation indépendante est venue dans un texte publié en date du 27 février 1955 par le bureau d’Alger de l’AEMNA, et portant projet de création d’une union estudiantine nationale, sous le nom d’Union générale des Étudiants Musulmans Algériens (UGEMA). Lors de la Conférence préparatoire du Congrès constitutif de l’Union, tenue à Paris du 4 au 7 avril 55, les deux conceptions de la nation se sont affrontées. C’est ce qu’on a appelé la bataille du « M ».
Novembre avait évidemment changé la donne. Il faisait que la question se posait dorénavant ainsi : oui la nation devra être indépendante, et ce sera "une république démocratique et sociale, dans le cadre des principes islamiques" ; ce à quoi s’est opposée une autre vision : ce doit être une république démocratique et sociale, simplement, sans y ajouter l’élément islamique qui la contredit pour ses références à une époque révolue. D’autant, ajoutait-on, que le mouvement étudiant, pour ce qui le concerne, doit pouvoir attirer à lui tous les étudiants, musulmans ou non, favorables à l’indépendance, et que les étudiants marocains et tunisiens n’avaient pas jugé utile d’ajouter le terme "musulman" pour caractériser leurs organisations...
C’était l’idée de nation indépendante, mais amputée de toute sa profondeur civilisationnelle historique. C’était la fameuse thèse de "la nation en formation", ou de simple résultat de la colonisation, qui revenait, adaptée à la situation nouvelle créée par Novembre. Mais la tendance "novembriste" a prévalu... et a fait la grandeur de l’UGEMA. Et contrairement aux craintes suscitées par l’identité musulmane qu’elle s’est ainsi donnée, l'organisation s’est révélée assez large pour accueillir tous les étudiants favorables à l’indépendance – y compris des "Européens" communistes.
Bien plus, l’UGEMA a conquis des sympathies auprès de toutes les organisations étudiantes à travers le monde, et particulièrement en France et dans le monde occidental et impérialiste. Patronnée dans son choix identitaire par Novembre, l’UGEMA a été, auprès de la jeunesse mondiale, un des visages les plus attachants de la Révolution algérienne. Avec une telle jeunesse, si fière de son identité, si ferme à la défendre, et si ouverte aux autres jeunes du monde, la Révolution a pu gagner la sympathie de ces derniers à la justesse de sa cause, et les convaincre de la légitimité du djihad qui se menait en Algérie et du moudjahid qui le menait... J'ai donc milité dans l'UGEMA avec enthousiasme, tout à fait d'accord avec ce « M ».
L'indépendance acquise, ce qui était plus important pour moi, dans le climat conflictuel au sein de la direction de la révolution, c'était que fût affirmé le principe d'autonomie de l'organisation étudiante par rapport à ces divisions. Je ne voyais pas de danger dans la suppression du « M ». Je pensais que l'acquis des caractéristiques civilisationnelles de notre société s'était irréversiblement imposé. Les développements de la vie politique nationale montreront malheureusement que tel n'était pas le cas. J'aurai l'occasion d'y revenir...

UNEA, La ruche

Les orientations et clarifications quotidiennes que nous apporte la lecture d'Alger rép., nous permettent de mieux appréhender notre tâche, et nous les faisons passer dans notre programme de travail à court et moyen terme. Avec le développement des structures organiques de la section, et des initiatives que prennent ces dernières, aux côtés de celles du CS et du CE, l'Union devient une véritable ruche : Pas un jour où l'une des structures de base ou de direction n'organise une réunion de travail ou d'information (sur les problèmes syndicaux : bourse ou autres, ou pour le volontariat), ou une conférence sur des problèmes politiques ou économiques généraux, ou sur des questions intéressant plus particulièrement les étudiants de telle Fac. ou de tel institut ou même amphi. (polycop. ou autres).
Ce sont des dizaines et bientôt des centaines d'étudiants qui vont activer pour s'organiser, organiser des rencontres, débattre, se faire des idées et se battre pour elles dans les différents domaines. L'UNEA, ses étudiants, ses comités, sont sur tous les fronts. Voici le comité des Étudiantes qui organise au profit des sinistrés des inondations du Sud, une soirée musicale à la salle Ibn Khaldoun avec la grande Fadila Dziriya. Elles animent à l'occasion un débat sur la participation de la femme à l'édification. Voilà les étudiants de la cité U. de Ben Aknoun qui tiennent un meeting de soutien au FNL et au peuple du Sud Viet-Nam, avec la présence active de la JFLN. Le siège du Bld Amirouche ne désemplit pas de semblables activités : un jour il voit la préparation du chantier national de volontariat pour traiter 6000 hectares à Oued Fodda, et plus tard celui pour la construction du stade de Chéragas. Un autre jour on y invite le ministre de l'économie, Bachir Boumaaza, à un débat sur la politique économique du pays, les problèmes de la commercialisation et de la spéculation qui les accompagne. Puis c'est au tour du Dr Nekkache à y être invité pour parler de "Socialisme et santé", faisant le bilan de la situation sanitaire à l'indépendance, de ce qui a été fait depuis, et traçant quelques perspectives ; conférence qui sera prolongée par celles de ses collaborateurs au ministère sur le "Service civil médical". Bientôt le CE organise un séminaire de 16 conférences programmées, d'économie politique. Bachir Boumaaza lui fait l'honneur d'en inaugurer l'ouverture. Des enseignants universitaires font de Amirouche une annexe de l'université. Le président de l'Union, Houari Mouffok, fait un discours où il préconise d'ailleurs l'ouverture de l'université aux "meilleurs des ouvriers". Alger rép. fera à l'occasion son édito sur cet événement pour saluer le sérieux et la rigueur qui le marquent, par rapport aux « démonstrations confuses multipliées depuis quelques jours », pour se différencier des expériences d'ailleurs...
Si les comités de base organisent, chacun pour ce qui concerne ses étudiants, des conférences animées par les enseignants, les Labica, H. Denis, Tiano et autres Peyréga, si le comité de Pharmacie réfléchit et débat sur les problèmes de la chimie industrielle qui concerne la branche, les sections de l'intérieur, Oran et Constantine, ou de l'étranger (Paris, Moscou,...) ne sont pas en reste. Les étudiants de Paris, par exemple, débattent avec l'économiste Fr. Perroux de la coopération... C'est d'ailleurs dans ces activités que s'enclenche une émulation, avec les initiatives d'un "Comité pour l'Algérie nouvelle", sur des sujets d'histoire ou d'économie politiques (sur al-Afghani, le socialisme algérien...). Malek Bennabi anime également des conférences à l'université (salle des Actes)... De même que Mohamed Harbi, ou Belkacem Benyahia, qui interviennent bien évidemment sur tous ces problèmes en conférences ou dans les hebdomadaires qu'ils dirigent, Révolution africaine, pour le premier et el-Moudjahid, pour le second. Plus près de l'UNEA, les étudiants militants, liés à la FGA-FLN, organisent certaines manifestations en leur nom, comme par exemple des soirées musicales de cha‛bi, ou participent avec la JFLN et leurs responsables de la FGA, aux séminaires pour la formation politique des jeunes...
(…)

Notre 6ème Congrès.

Avec l'adoption de la Charte d'Alger, l'activité de l'Union semble démultipliée. La section sollicite des conférenciers sur l'impérialisme et la crise du capitalisme et organise un concours pour auteurs dramatiques en arabe et en français. Notre président, Djelloul, participe à une table ronde sur le service civil médical. Le 1er numéro de Révolution à l'université sort à la mi-mai, au moment où la section d'Alger, réunie en AG élit ses délégués en préparation du 6ème congrès. Si pour le programme à défendre il n'y a pas de problèmes, on retrouve là encore la lutte chaude, entre communistes et militants FGA-FLN, pour la couleur des délégués qui va conditionner celle de la direction devant mettre en œuvre le programme. Et voilà que l'on reçoit une résolution alarmante de la section UNEA du Nord de la France dénonçant les positions de "certains" étudiants de Paris : ces derniers refusent de reconnaître le CE issu de la reconversion de l'UGEMA en UNEA...
Pour la Journée de l'étudiant, (en commémoration du "19 mai 56"), Amirouche, avec quelque 500 étudiants, fait la fête à Ben Bella, Boumaaza, Bouteflika, mon ami Hassan, le colonel de la wilaya 4..., et applaudit le discours du Président...
Pour ma part, si je participe à toutes ces activités, et à l'AG où je suis élu comme délégué pour le congrès, je n'oublie pas mes études, et je passe avec succès mes examens de fin de 3ème année de médecine. Mais je vois avec un petit serrement de cœur se tenir sans moi le concours d'internat, sous la houlette de nos prestigieux professeurs, les Alouache, Lebon, Ferran, Jaillet, Destaing..., où dix d'entre mes amis sont brillamment reçus. Je me dis que ce n'est que partie remise...
C'est aussi la période, je crois, où j'adhère formellement au PCA. Je dis :"je crois", car je n'arrive pas à me remémorer les choses avec précision. Cette décision n'a pas été facile pour moi. Et c'est comme si ma mémoire avait refusé d'enregistrer le fait. En me remettant dans le contexte d'alors, quel souvenir ai-je gardé ? Je viens de commettre un geste grave : à la sortie de ma première réunion de cellule – qui, dans la forme et par sa composante humaine n'a pas différé beaucoup de celle, quotidienne, du CS-UNEA–, je me fais à haute voix la réflexion suivante : “Ça y est, je suis un coco !...” Je me rends compte que je viens de prendre un tournant important dans ma vie, que je romps avec beaucoup de choses qui faisaient jusque-là partie de ma personnalité profonde, avec beaucoup d'amis et de frères de combat, avec même ma famille. Je sais que de tout ce monde-là, même mon regretté père, personne ne va me faire une remarque ou porter un jugement sur le choix que j'ai fait, mais qu'on se posera des questions sur cet écart. Pour ma part, je pense profiter du capital confiance que j'avais auprès de ceux de ma famille et des frères et amis que je m'étais faits dans la lutte de libération, pour faire – j'ai cette prétention démesurée !– avancer les mentalités autour de moi !
Je suis bien convaincu que seule la voie socialiste peut sauver la victoire de l'Algérie sur le colonialisme d'un détournement bourgeois à la tunisienne, pour rester dans notre région, ou d'une dérive monarchique à la marocaine, qui ont, chacun à sa manière, lié le sort de leur pays au néocolonialisme occidental. Voie d'ailleurs adoptée dès Tripoli par le FLN, et rencontrant des oppositions au sein de ce dernier, comme le montrent les divisions qui le déchirent. Je viens de découvrir Nazim Hikmet , et je fais mien l'argument de son engagement communiste : « Ce ne sont pas les livres, dit-il, ce n’est pas la propagande, ce n’est pas ma situation sociale, qui m’ont amené là où je suis... C’est l’Anatolie qui m’y a amené… l’Anatolie que j’ai à peine aperçue, vaguement, d’un bout... C’est mon cœur, qui m’a amené là où je suis... Et voilà tout...» L'amour de la patrie ! L'Algérie ! Voilà ce qui me fait faire ce choix. Je considère que, par l'intensité de son combat libérateur, mon peuple a mérité que son avenir soit radical. Et cette radicalité, je ne la vois que du côté du socialisme scientifique.
Les meilleurs grands esprits dans le monde avaient salué la « grande lueur à l'Est » née avec Octobre et qui est devenue, depuis la Seconde Guerre mondiale, un élément d'équilibre planétaire venu brider les appétits prédateurs de l'impérialisme occidental, et donner un horizon à la lutte des peuples pour leur libération. C'est à son ombre, en particulier, qu'est né notre mouvement national moderne, et c'est son poids dans le rapport de force mondial qui a permis à notre lutte de libération de se développer et de vaincre. C'est son empreinte qui a contribué à la radicalité de ce mouvement et à y légitimer, malgré tout, un courant influencé par son idéologie, au nom de laquelle même nombre d'Européens d'Algérie ont donné leur vie pour l'indépendance. Comme beaucoup d'autres peuples, comme Cuba et le Viet-Nam, entre autres, c'est du côté de cette expérience qui a donné corps au "spectre" dont Marx disait qu'il hantait l'Europe, que mon peuple trouve l'inspiration et le soutien pour échapper au piège de la dépendance, de l'injustice et de la misère néocoloniales…
Malgré les vicissitudes liées à l'échec colossal de cette expérience et à l'affaissement de l'URSS, ou peut-être justement à cause de ce retournement inouï, à cause de la restauration indécente, sans vergogne, d'un colonialisme plus triomphant que jamais, ne trouvant plus devant ses exigences insatiables que la seule pauvre lutte des peuples, et une opinion progressiste mondiale émiettée, j'estime que j'ai eu raison d'avoir pris cette option, et d'avoir soutenu, dans cette voie, les efforts et les acquis indéniables de mon peuple et de ses dirigeants non communistes. Et que si j'avais à refaire le choix, je n'hésiterais pas un seul instant, même en sachant le risque d'impasse. Bien évidemment avec l'effort de corriger ce que l'inexpérience n'a pas permis alors de rectifier... pour donner tout son sens à la formule juste de Ben Badis : « Le communisme est le levain du peuple.»
Je suis donc dans les rangs du parti communiste. Mon logement devient par-là même un local de réunion, et je recevrai de plus en plus les dirigeants du parti, Bachir Hadj Ali, Larbi Bouhali ou Sadek Hadjerès, pour des réunions auxquelles le plus souvent je participe avec d'autres camarades, mais qui peuvent se tenir en mon absence lorsque le sujet n'implique pas ma présence. Ces réunions s'organisent en l'absence de mon jeune frère que j'héberge et qui essaie avec sérieux de rattraper son retard et de préparer son bac au lycée Émir Abdelkader. Il est au courant de mon engagement, mais il est très discret... En prévision des exigences des évolutions de la situation politique, et notamment du congrès de l'UNEA, la direction du parti m'inscrit pour un cycle de formation politique dans une "école": c'est un premier contact avec l'éducation communiste (Ce qu'est un parti communiste et sa doctrine, ce que sont ses objectifs, ses moyens d'action...), éducation dont je suivrai les développements plus approfondis dans des écoles plus conformes à ce nom, réunies, en Algérie, puis en France, et plus tard dans des pays socialistes...
Puis vient le congrès, en ce début d'août 64, en couronnement de toute cette activité foisonnante, dont Alger rép. publie un bilan depuis le 5ème congrès, sous le titre : « Forgée par les décrets de Mars, notre unité se consolidera autour de la Charte d'Alger ». B. Khalfa, dans un édito du numéro suivant, revient sur ce bilan, en soulignant son caractère positif manifeste dans la conscience plus élevée des étudiants et leur plus grande participation dans l'activité de l'Union, au service de l'édification du pays.
La séance inaugurale a lieu à la salle Ibn Khaldoun, honorée par la présence de Ben Alla, président de l'Assemblée nationale, qui appelle à l'application conséquente des décisions du congrès du FLN ; de Hocine Zahouane de la Commission d'orientation du BP-FLN, qui souhaite que le congrès de l'Union apporte une nouvelle pierre à l'édification du socialisme ; et de Chérif Belkacem, qui attribue la note d'optimisme qui se dégage au fait qu'« il y a six mois nous avons pris la décision que l'Université redevienne algérienne ». H. Mouffok, réaffirme que notre organisation est au service de la nation... Nous avions espéré la présence de Ben Bella, mais ce dernier tenait meeting à ‛Annaba encore sous le choc du drame du port, qu'il a lié à la question du pétrole... puis clôturait une conférence de l'UNFA (Union des femmes)...
En fait, cette absence est politique. C'est une pression sur le déroulement du congrès dont les travaux sont marqués par une très grande tension entre les deux tendances, communiste et FGA-FLN. Le congrès va traîner en longueur, achopper sur chaque point de l'ordre du jour : d'abord sur la validation des différentes délégations. Bien évidemment, la représentativité de celle de Paris a beaucoup retenu l'attention. Elle a fait l'objet de débats serrés, d'un haut niveau, contradictoires, harassants, où les délégués de Paris ont montré une combativité inouïe qui n'a pas rencontré que de l'inimitié dans la salle. Mais, vu leur hostilité notoire à la Charte d'Alger, ils n'ont pas pu éviter la sanction : en dehors de leurs 5 voix, leurs soutiens – qui étaient au nombre de 21 – n'ont pu que s'abstenir devant la décision d'exclure les "Parisiens" du congrès et de l'Union, votée par 84 délégués !
Quand je me remémore cet épisode de la vie d'une organisation dont je continue d'être aussi fier du rôle qu'elle a tenu dans la vie du pays que de celui de son aînée, l'UGEMA, je ne peux que réfléchir sur les ressorts idéologiques qui amènent des démocrates authentiques à faire preuve de la pire des fermetures antidémocratiques. Assurément, l'égide du «M» (UGEMA), hier, tout en ne le cédant en rien au plan de la radicalité révolutionnaire, a été infiniment plus large que celle de l'idéologie communiste que nous voulions alors imposer au mouvement étudiant. C'est également la même étroitesse "révolutionnaire" de la ligne de l'UNEA par rapport à celle du «M» qui nous pousse à exclure du congrès, et à rompre les relations de coopération et d'amitié avec la délégation de l'USNSA (Étudiants américains), invitée comme d'autres organisations amies traditionnelles du mouvement étudiant algérien, mais rendue responsable des positions agressives du gouvernement américain, notamment au Viet-Nam . Le paradoxe qui semble apparaître dans ce parallèle n'est qu'apparent, d'autant que cette étroitesse, nous en avons fait preuve non dans une organisation partisane, mais dans une association syndicale qui, comme l'indique son épithète, réunit des partenaires sur la base de leurs intérêts matériels et moraux et non sur des bases idéologiques. Nous avons cru pouvoir éliminer de notre syndicat un courant qui ne pouvait, vu l'option monopartite du régime, s'organiser à part. Aussi continua-t-il à s'exprimer normalement dans le large espace nationaliste que nous essayions d'épurer, peut-être en accord avec les orientations de la Charte d'Alger, mais – nous ne pouvions théoriquement le comprendre alors –, en violation profonde des besoins de notre mouvement étudiant et, au-delà de lui, de l'édification nationale. J'aurai sans doute l'occasion de revenir sur ce sujet.
Cet épisode marque la domination de notre groupe, malgré la résistance de l'autre courant qui fait se prolonger le congrès beaucoup plus que prévu. Cet ascendant que nous avons pris continue de se manifester lors de la discussion et de l'adoption du rapport moral de la direction sortante qui insiste pour « bannir tout ce qui peut affaiblir les rangs socialistes », puis lors de l'élection d'un des nôtres, Djelloul Naceur, à la présidence du congrès, puis lors du débat sur le rapport de politique générale et de son adoption, à l'occasion de quoi Ch. Belkacem déclare qu'il se fera « le défenseur du programme syndical de l'Union » venu dans le rapport, et dont il dit qu'il est empreint d'un esprit de maturité remarquable.
Quant à la résistance, elle s'exprime non seulement à travers l'âpreté des débats dans une ambiance tendue, électrisée, mais aussi par "l'enlèvement" de Djelloul par des policiers en civil, à la suite de quoi le congrès suspend ses travaux et se déclare en grève jusqu'à la libération de son président. Cette appréciation quelque peu alarmiste de l'affaire est due à la façon un peu cavalière dont les autorités ont mené les choses, en voulant camoufler cette "convocation" derrière le prétexte d'un tract subversif qui aurait été diffusé la veille à la cité U. de Ben Aknoun où se tenaient les travaux, et dont on voulait, a-t-on prétendu, éclairer avec Djelloul les tenants et aboutissants . En réalité, et ce dernier dédramatise l'histoire quand il reparaît après une longue journée d'absence, il a "conféré" avec ses vis-à-vis autour d'accommodements organiques entre communistes et FGA-FLN.
Mais nous nous sentons, en tant que défenseurs conséquents des principes de la Charte d'Alger, forts de notre supériorité numérique et de la légitimité de notre position. Nous sommes forts aussi du télégramme par lequel Ho Chi Minh en personne a répondu au message de soutien que lui avait envoyé le congrès, la veille, suite à une attaque particulièrement destructrice de l'aviation US sur les villes et ports du Nord Viet-Nam, et à la manifestation que le congrès dans son ensemble est descendu faire devant l'ambassade américaine, aux cris de Paix et Liberté au Viet-Nam ! Et B. Khalfa ne nous encourage-t-il pas dans cette fermeté par son édito dans Alger rép. du lendemain de "l'enlèvement", où il dit qu'« il faut faire confiance aux étudiants, bannir le paternalisme et l'autoritarisme à leur égard et les laisser régler démocratiquement leurs problèmes sur la base des orientations du congrès du FLN et du programme de l'UNEA » ?

Aït Ahmed et le colonel Cha‘bani arrêtés

Sans doute Ben Bella et sa politique avaient-ils des défauts tels qu'ils ne pouvaient qu'entraîner ses anciens compagnons à se révolter contre lui. Mais quand cette opposition prend la forme d'équipées violentes dans lesquelles ils entraînent des militants qui leur font confiance, je suis plus tenté d'être d'accord qu'il les mette en prison pour empêcher qu'ils ne glissent vers l'aventure, et ne deviennent responsables de dérives graves pour eux et le pays. Aussi, suis-je séduit par les appels d'Alger rép. à la confrontation pacifique des points de vue, et par sa dénonciation de ceux qui, comme dans le drame en Kabylie, attisent la haine et la discorde, et tentent « d'obscurcir les problèmes politiques.»
On saura que le regretté président Boudiaf en a durablement gardé une dent contre les animateurs d'Alger rép. Au journaliste parti l'interviewer à Kenitra quelque temps avant son retour au pays, il rappellera que les communistes à qui il avait demandé de le soutenir dans l'épreuve de sa mise en détention lui ont répondu : « Ce sont des querelles entre vous. Cela ne nous concerne pas et nous ne pouvons y intervenir... » Et si j'assume personnellement aujourd'hui cette faillite préjudiciable au devoir de solidarité démocratique, de la part de ceux dont je partagerai intimement les positions politiques et la vie clandestine de parti durant plus d'un quart de siècle, je comprends les tristes circonstances qui ont présidé à ce manquement. Car, en ces temps-là, il ne se passe pas un jour sans que l'on ait à déplorer la mort de frères, nouveaux martyrs, de cette région qui m'est chère, et jusque dans le Constantinois, de la main d'autres frères, que leur fidélité à des responsables avec qui ils ont milité dans le passé a poussés dans cette aventure sanglante. J'en suis très peiné, j'en suis malade.
Ben Bella a beau dire : « Nous ne voulons pas dresser une potence à chaque coin de rue » (à des étudiants français de l'UNEF), ou « nous n'avons prononcé aucune peine de mort. Je ne voudrais pas être appelé à signer de tels actes » (aux magistrats algériens), la catastrophe finit par arriver.
Aït Ahmed est capturé, de même que le colonel Cha‘bani. Ils sont tous deux condamnés à mort. Et si le premier a eu, heureusement, la vie sauve, même s'il porte, lui aussi, au moins une part de la responsabilité de la perte incommensurable de nombreux militants de la guerre de libération et de citoyens de l'indépendance, le colonel sera, malheureusement, exécuté début septembre 1964. Bien évidemment, avec le recul, ce geste sera regretté et on finira par réhabiliter Cha‘bani. Et certainement, l'on se félicitera aussi qu'on n'ait pas eu à le faire pour Aït Ahmed. Mais, après ceux sacrifiés dans les heurts évitables de l'été 1962, les citoyens tombés victimes dans ces entreprises de dissidence – il y en a que l'on a pendus de façon expéditive !– comment prendre en charge leur mémoire ? Dans le bruit et la fureur d'alors, même si je n'ai pas écrit pour le dire, je suis parmi les nombreux citoyens en colère qui exigent une fermeté exemplaire envers ces opposants, fauteurs de guerres entre Algériens…

Le PCA, Alger rép. et le FLN

...Car, comme pour les autorités coloniales, hier, Alger rép. n'est, pour les nationalistes vainqueurs du colonialisme, que le paravent du Pca. Ils voient que l'interdiction de ce dernier et de son organe central n'a pas endigué les progrès de l'influence des idées qu'il défend, notamment chez les jeunes. S'exprime donc chez ces nationalistes une volonté, pour certains, franchement anticommunistes, de faire taire le journal, pour d'autres, plus ouverts, de le maîtriser pour le moins, de le faire rentrer dans les rangs. Et c'est lui-même, par la logique même de sa ligne éditoriale, qui va leur en donner l'occasion.
En effet, les efforts qu'il déploie pour l'unité des forces révolutionnaires et l'émergence d'un véritable parti d'avant-garde du socialisme, pour la mise en œuvre du Programme de Tripoli, le mènent à défendre l'idée du parti unique venue dans ce programme. Mais il estime que ce parti unique doit se constituer à la manière cubaine. L'exemple cubain, les nationalistes s'y réfèrent également, qui l'opposent au Pca, parce qu'ils y voient que les communistes cubains ont dû se mettre sous l'autorité de Castro, et exigent de lui qu'il fasse de même avec le Fln. Alger rép. défend plutôt le processus et les bases socialistes d'unification démocratique des différentes forces révolutionnaires qui ont réussi à la révolution cubaine. Dans un souci unitaire de rapprochement des deux façons de voir, il publie, de novembre à décembre 63, sur 26 numéros, une longue étude théorique sur ces questions, L'Algérie en marche vers le socialisme. Il la présente comme une contribution à la préparation du 1er congrès du Fln.
À l'occasion de cet important événement, Alger rép. sort un numéro spécial (16 avril 64), centré sur l'espoir « de codification dans les textes de la marche en avant vers le socialisme, de clarification idéologique, d'adoption d'un nouveau programme correspondant à la nouvelle étape de révolution socialiste, et de création, pour l'accomplissement de ces tâches, de l'outil indispensable, le parti d'avant-garde » (édito). À ces assises, Ben Bella invite A. Benzine « à titre individuel » et de moudjahid. Mais il est clair que la personnalité de « l'invité » ne s'arrête pas à ces titres : il est là parce qu'il est aussi dirigeant communiste et membre du collectif de direction d'Alger rép., et que l'existence de ce dernier est en jeu. On suggère à Benzine qu'Alger rép. devienne un autre organe du Fln. Ben Bella rassure ; à ceux qui exigent sa suppression, il dit : « il dépendra du Bp », et « il n'y aura rien de changé », affirme-t-il pour les dirigeants du journal. Ceux-ci ont bien quelques craintes, mais ils s'aperçoivent que refuser équivaudrait à créer un conflit ouvert et finalement se condamner au silence... Aussi, acceptent-ils cette proposition comme « un honneur et une responsabilité » (édito. 19-20 avril), avant d'être confrontés à une autre décision : Alger rép. doit fusionner avec Le Peuple, pour former el-Moudjahid, à partir du 21 juin.
C'est à H. Zahouane, directeur de la commission d'Orientation issue du congrès qu’il revient de mettre en œuvre cette décision, à travers des commissions mixtes regroupant les deux équipes. À l'issue des travaux, dans une réunion commune des deux groupes, il donne la composition de la direction du futur journal : A. Benhamida, directeur ; B. Khalfa, directeur administratif (et non, comme convenu, co-directeur à égalité de prérogatives avec le premier) ; A. Benzine, réd.-chef ; J. Salort, administrateur adjoint. W. Sportisse et H. Alleg ne sont pas retenus dans l'équipe. Puis la séance est levée sans discussion...
Toute cette construction est renversée en même temps que le président Ben Bella, trois semaines avant la date prévue pour la fusion. Le dernier numéro d'Alger rép. de cette époque est saisi dans la nuit du 18 au 19 juin à l'imprimerie, et ses locaux sont occupés par l'armée.
Alger rép., ce journal pas comme les autres, cesse, pour la troisième fois, de paraître...
Faisant un bilan de cette expérience près d'un quart de siècle plus tard, les auteurs de La grande aventure d'Alger républicain, sont très amers et très critiques. Ils estiment qu'Alger rép., avant même l'issue du congrès d'avril 64 du Fln, a été « corseté par son propre choix »[1] et que le cadre contraignant dans lequel il s'est inséré l'a mené à pratiquer une autocensure et un conformisme durement ressentis par les lecteurs, et qui l'ont appauvri et privé de ces qualités qui le distinguaient entre tous. Déjà, font-ils remarquer, « tout en éclairant ces graves défauts (antidémocratisme, autoritarisme, contrainte exercée sur les masses) et, par conséquent, en luttant pour les éliminer, Alger rép. paradoxalement, apporte son appui à ceux qui, à la tête de l'État, les encouragent par leur propre façon de gouverner très peu démocratique...» Particulièrement à Ben Bella que le journal traite de façon « à créer un certain mythe, le grandissant chaque jour et le faisant apparaître aux yeux des Algériens et des étrangers comme celui autour de qui tout s'ordonne, qui, mieux que tous, incarne la Révolution (...) Et sous le flot des couleurs somptueuses dont on pare cette Algérie qu'on voudrait, on perd peu à peu contact avec l'Algérie réelle.»
Dans cette douloureuse expérience à la tête de leur journal, nos trois auteurs ont vu, « sous une forme camouflée, la même très ancienne volonté de le réduire au silence.» Ils attribuent ce tour fatal des choses à l'analyse politique erronée du Pca qui s'est imposée au journal, à la veille du congrès du Fln. Le parti jugeait, alors, la situation mûre pour l'unification des forces révolutionnaires. Mais, pour eux, « en dépit des progrès réalisés, du rapprochement des éléments révolutionnaires, la situation, contrairement à ce que certains, aveuglés par leur souci unitaire, veulent croire, n'(était) ni aussi claire ni aussi "mûre" qu'on le dit...»
Curieuse auto-(?)-critique que voilà, puisque tous les trois étaient des dirigeants autant du journal que du Parti. Mais, qui sont ces « certains, aveuglés par leur souci unitaire...»? L'on n'ose pas voir là un remake, même discret, de l'affaire Ouzeggane, dans l'après-mai 45, où ce responsable a été le bouc émissaire tout trouvé d'une erreur politique collectivement élaborée et commise.
Mais pour revenir à notre propos, l'erreur, si erreur il y avait, était-elle dans cette politique unitaire avec un mouvement nationaliste qui avait adopté le socialisme ? Cette sorte de cul-de-sac dans lequel s'est trouvé le journal ne rappelle-t-il pas celui où se trouvait le mouvement national lui-même à la veille de la guerre de libération ? Sauf qu'ici, il n'y a pas eu, il ne pouvait y avoir d'équivalent de Novembre 54 pour sortir de l'impasse...

[1] La Grande aventure d'Alger républicain, Op. cit., p.245 sq.